ثقافة الإبداع الفني
ثقافة الإبداع الفني
يمكن تعريف الفن بأنه ترجمة الأحاسيس ومحاولة توصيلها إلى الغير عبر أي وسيلة من شأنها أن تترك بصمة إبداع وتميز، سواءً كانت أعمالًا بصرية أو سمعية أو حركية، ففي صورته البدائية كان الفن يعتمد بصورة أساسية على الرسم والنحت والعمارة والفنون الزخرفية حيث الاعتبارات الجمالية، كما تضمَّن أيضًا إضافة السينما والموسيقى والمسرح والرقص والآداب، ويبدو أن التكنولوجيا اليوم قد غيرَّت الكثير من طرائق التفكير ونظرتنا إلى الأمور، وبات ينظر إلى الفن كونه يعبِّر عن مهارة إبداعية أو تقنية ناشئة بواسطة البشر تعتمد على الواقعية والموضوعية والنسبية.
واليوم لا يمكن للفن أن يتجاهل التكنولوجيا وإلا بات محكومًا عليه بالفشل، فكثيرًا ما ألهبت الوسائل المبتكرة الحديثة خيال المبدعين عبر تطبيق استخدام الوسائل المتطورة في مجالات الفنون المختلفة، حيث ظهر ذلك جليًّا في صناعة السينما والأعمال المسرحية والمواد السمعية والبصرية، مما وفَّر فرصًا أكبر لمحاكاة الطبيعة وتمثيل الواقع واستيعاب حقائقه، وقد أثار البعض عدة مخاوف مشروعة من تأثير التكنولوجيا السلبي في الفن، ففي حين يقوم الأخير على الإبداع ومراعاة ثقافة النخبة نجد أن التقنيات المستحدثة تلجأ إلى نوع من التنميط ومراعاة ثقافة العامة الشائعة.
ولكن من ناحية أخرى أسقطت التكنولوجيا كثيرًا من القيود التي كانت تحدُّ كثيرًا من قدرة الفنان على الإبداع، حيث وفَّرت له فضاءً من الحرية والعديد من البدائل والحلول، كما انطبعت كذلك على المتلقي أيضًا فارتقت بالذوق العام وأكسبته مهارة التمييز بين الغث والثمين، ومن المؤكد أن المناكفات ستستمر بين التكنولوجيا والفن فسوف يتفقان تارة ويختلفان أخرى، وفي حين تتمسَّك التكنولوجيا بمادية العلم نجد الفن يتمسَّك بحقه في المرح في فضاء البيئة حنينًا إلى الماضي أو هروبًا من بشاعة الواقع، رافضًا التحول إلى مجرد ترس في آلة إنتاجية ضخمة.
الفكرة من كتاب الثقافة العربية وعصر المعلومات
تعد ثقافة أي مجتمع إحدى أهم دعائم وجوده التي يستند إليها، كما تمثِّل الإطار الخارجي الذي يُكسِب المجتمع طابعه الخاص المميز له عن غيره ويحميه من الذوبان في المجتمعات الأخرى، ولكن جاءت ثورة تكنولوجيا المعلومات لتقلب جميع المفاهيم رأسًا على عقب، وتصطدم اصطدامًا مباشرًا مع العقلية العربية السائدة اليوم، لذا كان هذا الكتاب بمثابة محاولة نحو تناول المشكلة التكنولوجية العربية من منظور ثقافي بحت.
مؤلف كتاب الثقافة العربية وعصر المعلومات
الدكتور نبيل علي: رائد معالجة اللغة العربية حاسوبيًّا وتعريب نظم المعلومات على المستويين العربي والعالمي، وحاصل على دكتوراه في هندسة الطيران، يعمل أكثر من 30 عامًا في مجال الكمبيوتر ونظم المعلومات برمجةً وتصميمًا وإدارة، كما أن له أكثر من 15 دراسة في مجال التنمية المعلوماتية بالوطن العربي لمنظمات أليكسو، والإسكوا، واليونسكو، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كما أن له عدة كتب في مجال المعلوماتية منها “اللغة العربية والحاسوب”، و”العرب وعصر المعلومات”، و”تحديات عصر المعلومات”.