ثغر المرابطة الإسلامية

بما أن الذي يتجلَّى أمامنا، هو أن النظام السعودي لديه آفة “الاختلال في الوجهة”، نتيجة تعبُّده للآخر، وأن النظام الإيراني لديه آفة “الاغترار بالقدرة” الناتجة عن تعبُّده لذاته، فإنه لكي تستقيم للنظام السعودي وجهته يتعيَّن إخراجه من تعبُّده للآخر، ولكي تستوي للنظام الإيراني قدرته يتعيَّن إخراجه من تعبُّده لذاته، وهذا لا يكون إلا من خلال “ثورة أخلاقية” في النظامين تتأسَّس على مبدأين عامين، هما: “مبدأ التحرُّر” فلا تخلُّق بغير تحرُّر، و”مبدأ المؤانسة” بأن لا حدود سوى الحدود الأخلاقية، بحيث تقوم الثورة الأخلاقية بموجب تخليق الفقه في النظام السعودي، كما تقوم تلك الثورة الأخلاقية كذلك بتخليق السياسة في النظام الإيراني.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ويتولَّى الثورة الأخلاقية في النظام السعودي “الفقيه التعرُّفي” الذي يتجاوز صور الأحكام الشرعية إلى أرواحها، التي هي القيم، بحيث يكوِّن لنفسه منظورًا سياسيًّا مستقلًّا، لا يخضع فيه لتوجيه النظام، أو إلى تعليم الآخر، فيكون بمنأى عن آفة الاختلال في الوجهة، فيتحوَّل بذلك النظام السعودي إلى نظام يتصل فيه الدين بالسياسة اتصالًا ائتمانيًّا، بعد أن كان اتصالًا تحكُّميًّا.

كما يتولَّى النهوض بالثورة الأخلاقية في النظام الإيراني “السياسي التقرُّبي” الذي يكوِّن لنفسه موقفًا دينيًّا مستقلًّا لا يُردُّ فيه الدين إلى السياسة، فلا يصح أن تردَّ الأخلاق إلى ما لا أخلاق فيه، ومن ثم يعمل السياسي التقرُّبي على ضبط آفة الاغترار بالقدرة المتمثِّلة في التعبد للذات، بجعل إرادة الذات تابعة لإرادة الله؛ فيتحول هذا النظام من كونه يصل الدين بالسياسة وصلًا تظلُّميًّا، إلى وصل الدين بالسياسة وصلًا ائتمانيًّا.

يرى الدكتور طه عبد الرحمن أن الأمتين الإسلامية والعربية تخوضان صراعات فيما بينهما وبين غيرهما، كما أن الإخوة يقتتلون فيما بينهم، وأن مثل تلك القضايا الكيانية توجِّب علينا تقديم النظر الفلسفي على التحليل السياسي، لذا يقوم ببحث الجوانب الفلسفية المتعلقة بتفريط العرب في القدس من خلال التطبيع، والصراع (الإسلامي الإسلامي) بين النظامين السعودي والإيراني على بسط النفوذ على العالم الإسلامي، واقتتال العرب فيما بينهم من خلال انتشار ثقافة القتل.

طه عبد الرحمن، فيلسوف مغربي متخصِّص في علم المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق، أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين منذ سبعينيات القرن الماضي، كتب عشرات الكتب، ومنها: “العمل الديني وتجديد العقل”، و”سؤال الأخلاق”، و”روح الحداثة”، و”بؤس الدهرانية”.