ثغرات النظرية الكلاسيكية

اكتملت النظرية البريطانية التي أُسِّسَ عليها علم الاقتصاد في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وصارت تعاليم «سمِيثْ» و«مَالْتِسْ» و«رِيكَارْدُو» حُججًا يركنُ إليها الساسةُ ورجال الدولة، ونجحت الرأسمالية الكلاسيكية في وضع بريطانيا على رأس جدول التصنيع العالمي، وتحول الاقتصاد إلى مهنة لها أربابها، وهذا التحول حشد العقول لتنقيح النظرية الكلاسيكية، ففي النصف الأول من القرن التاسع عشر حاول أُوجَسْتْ فالراس | Auguste Walras إيجاد حل للغز القيمة، وخرج بنظريةٍ مفادها أنَّ قيمة أي شيء لا تتوقف على تكلفته فقط، بل يشترك فيها عنصران مهمَّان جدًّا، هما: المنفعة والندرة، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ظهر مفهوم المنفعة الحدية على يد مجموعة من الاقتصاديين المتخصصين، والمنفعة الحدية هي منفعة الوحدة الواحدة من الشيء، وهذه المنفعة تتناقص مع ازدياد عدد الوحدات المستهلكة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وعلى الرغم مما حققته النظرية الكلاسيكية، فقد كانت ممتلئة بالثغور التي تحتاج إلى سَدِّها، ومنها الاحتكار، فالنظرية كانت تتبنى فكرة الدولة الحارسة التي لا تتدخل في النشاط الاقتصادي، ومن ثم لا يُمكن أن تتدخل الدولة لمنع الاحتكار، وقد اعترف المدافعون عن النظرية بأنه لولا الاحتكار لكانت النظرية مثالية، وكذلك انخفاض أجور العمال عن الحد اللازم لتوفير متطلبات الحياة الأساسية، وقد كثرت المناقشات والمبررات من أنصار النظرية حول ضرورة استمرار العمل بذلك النظام بغض النظر عن الثمن الذي يدفعه الشعب المسكين، وأكد جُونْ ستِيوَرْاتْ مِل | John Stewart Mill أن فقر العمال يعود إلى تناقص إنتاجية العامل الحدية، إضافةً إلى ميلهم إلى الإنجاب، بينما عدَّ هِرْبِرْتْ سبِينْسَرْ | Herbert Spencer موت العمال الفقراء المبكر إسهامًا عظيمًا من الطبيعة في تحسين النوع والإبقاء على مكابدة الحياة في عنابر المصانع الكثيفة الدُّخَان!

الإنسان كائن اجتماعي، يميل إلى الاختلاط والتعامل مع الآخرين، وهذه الفطرة هي التي قادته إلى خوض مراحل متتالية، تضمنت ممارسات وأفكارًا اقتصادية، أخذت في الارتقاء حتى أصبحت علم الاقتصاد الذي نعرفه الآن، وسنعرف هذه الممارسات من خلال هذا الكتاب في شكل حكاية مثيرة مليئة بالأحداث.

محمد يَحيى: كاتب وباحث مصري، وُلد عام 1992م بمدينة القاهرة، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم الاقتصاديَّة من كلية التجارة بجامعة الزقازيق عام 2013م، كما حصل على دبلوم في النظم السياسيَّة والاقتصاديَّة، ودبلوم في الاستثمار والتمويل، ويعمل حاليًّا في مجال الاستشارات الماليَّة، ومن مؤلفاته:

ومضات.
أيام العرب: حكايات وتأريخ ومشاهد.
شقاق العرب: جماجم العرب والرسالة الأخيرة.
علم الخيال: كيف صاغ الفيزيائيون نظريات تسامي الخيال متعة وغرابة.