تُنال المعالي على جسر التعب
تُنال المعالي على جسر التعب
قيل للإمام أحمد: متى يدرك العبد طعم الراحة؟ فقال: عند أول قدم في الجنة، وقال ابن القيم: قد أجمع العقلاء على أن النعيم لا يُدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وبحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة، وكلما كانت النفوس أشرف والهمم أعلى كان تعب الأبدان أوفر وحظها من الراحة أقل، قالها المتنبي:
وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِبارًا تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ
وذكَّر بها ابن نُباتة السعدي:
أَعاذِلَتي عَلى إِتعابِ نَفسي وَرَعيي في السُرى رَوضَ السُهادِ
إِذا شامَ الفَتى بَرقَ المَعالي فَأَهوَنُ فائِتٍ طيبُ الرُقادِ
وسُئل الشافعي: كيف طلبك للعلم؟ قال طلب المرأة المضلَّة ولدها وليس لها غيره، ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد! وباع الإمام مالك سقف بيته في طلبه الحديث، فصار الموطأ اليوم يبعث زكاء ذلك الرأي، وربما قام البخاري من فراشه أكثر من عشرين مرة في الليلة الواحدة ليدوِّن خواطره خشية نسيانها في الصباح، وحكى السبكي عن ابن دقيق العيد أنه ربما استوعب الليل فطالع فيه المجلد أو المجلدين.
إن العثرات ليست علامة الهزيمة، بل شرارة النجاح وبشارة النصر، فلا يتعثَّر نائم ولا قاعد إنما يتعثَّر الساعي نحو مجده، وكم مرة تمخَّض النجاح عن ظروف عصيبة وكم مرة تولَّدت المنح من رحم المحنة، إن الإخفاق درس لا يصلح للتطبيق، ولو كانت حلاوة الانتصار تُذاق من أول وهلة لما صار طعمها عذبًا، ولو كان النجاح في متناول الجميع لما حدثتك عنه أبدًا.
الفكرة من كتاب ابدأ كتابة حياتك
هذه كلمات رقيقة من ناصح أمين لك ومشفق حريص عليك، ومؤمن كذلك بأحلامك الكبيرة وآمالك العريضة.. كلماتٌ خطَّها الفؤاد قبل أن يُجريها البيان ونزعتها الروح قبل أن يجمعها العقل؛ أدعوك بها يا صاحِ لتذوُّق معنى الحياة الكبير، ولتسلك طريق المجد التليد، الطريق الذي وإن كانت تحوطه أسلاك المتاعب ومتاريس المصاعب فإن السعادة تقف عند نهايته، فأقبِل يا صاحِ فإني مشتاق إلى لقائك.
مؤلف كتاب ابدأ كتابة حياتك
مشعل عبد العزيز الفلاحي: مشرف تربوي، وحاصل دكتوراه في الشريعة الإسلامية، عمل في التعليم والتدريب 23 عامًا، وتفرَّغ في السنوات الثلاث الأخيرة للإشراف على مشروع القيم النبوية بتعليم القنفذة، ثم تفرَّغ لمشروعه الشخصي، وله العديد من المحاضرات والكتب في النمو الشخصي وإدارة مشاريع الحياة.
من أهم مؤلفاته:
مشروع العمر.
أفكار تصنع الحياة.
التركيز أكثر العادات أثرًا في حياة الناجحين.