تَقبَّل الواقع
تَقبَّل الواقع
إن أنماط القلق تختلف من شخص إلى آخر، فالبعض يقلق بشأن المال والبعض الآخر يقلق بشأن العلاقات، والبعض يقلق بشأن الصحة، لذا كلُّ إنسان لا بد أن يختبر نفسه في أكثر الأمور التي يقلق بشأنها وتؤثر في جوانب حياته لأنك حين تحدِّد ذلك يمكنك أن تعرف نقاط ضعفك، لذا عليك استيعاب نوع القلق الذي يراودك .
وهناك نوع من القلق يعتبر مثمرًا وجيِّدًا، وهو الذي يساعدك على حل المشكلات واتخاذ إجراءات احتياطية للأزمات، فلكي تجعل قلقك أكثر فاعلية عليك أن تميِّز بين القلق المثمر والقلق العقيم، فإذا أردت تمييز قلقك المثمر عليك اتباع خطوات معيَّنة أولها أن تحدِّد مشكلة مقبولة أو منطقية، ثم تستقر على أنها مشكلة يمكنك أن تفعل شيئًا حيالها فورًا، ثم تنتقل إلى مرحلة البحث عن حلول لها.
وعليك ألَّا تعير الأسئلة التي لا جواب لها أي اهتمام، مثل “لماذا ظلموني كل هذا الظلم؟”، و”كيف حدث لي هذا؟”، لأن هذا النوع من الأسئلة يُعطِّل نشاطك ويفقدك الشغف، ثم ليس عليك بأن توهم نفسك بسلسلة من الأحداث التي لا أصل لها، واعلم أنه لا شي سيدوم مثاليًا، فإذا توقَّعت الكمال ستكون عرضة للقلق بشأن صغائر الأمور، ولكي تقبل الواقع عليك أن تعلم معنى القبول، فالقبول هو التعامل مع الأشياء كما هي بالضبط لا كما تراها أنت من منظورك الشخصي، أي أنك تكون قادرًا وواعيًا لرؤية الحقيقة بشفافية، لكي تجد نقطة بداية تنطلق منها بدلًا من أن تعيش تحت ضغط أفكارك الملهية، فحل المشكلات يعني الحل فعلًا وليس مجرد القلق بشأنها!
وإضافةً إلى تقبُّل الواقع فإنك تحتاج بأن تتقبَّل الحدود، فليس عليك أن تشعر بأنك لا بد أن تحيط علمًا بكل شيء أو أن تخطِّط لكل الأمور، بل اعلم أن هناك ما هو خارج عن إرادتك.
كما ينبغي لك ألَّا تحاول المماطلة للتجنُّب المشقَّة، فالمشقَّة بحدِّ ذاتها هدف، إنك لن تحرز تقدُّمًا دون مشقة وضيق، لذا قم بتذكير نفسك بكل الأشياء السليمة التي قمت بها وانطوت على قدر من المشقَّة، ثم عادت عليك بالنفع.
الفكرة من كتاب علاج القلق (سبع خطوات لمنع القلق من إعاقة حياتك)
من منَّا لا يصيبه القلق؟ بالتأكيد لا أحد! ولكن ماذا لو كان هذا القلق بشكل مرَضيٍّ ومُفرِط؟
هل سنستسلم له ونُعطِّل حياتنا خوفًا من العواقب؟ إن هذا الكتاب سيساعدك على محاولة التخلُّص من مشاعر القلق غير المبرَّرة، كما أن الكاتب يوضِّح فيه كيفية جعل القلق مثمرًا وبنَّاءً.
مؤلف كتاب علاج القلق (سبع خطوات لمنع القلق من إعاقة حياتك)
روبرت إل. ليهي: أمريكي الجنسية، درس البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جامعة ييل، وأكمل الزمالة ما بعد الدكتوراه في قسم الطب النفسي بجامعة بنسلفانيا، وهو مدير المعهد الأمريكي للعلاج المعرفي بمدينة نيويورك، وأستاذ علم النفس السريري في مجال الطب النفسي، كما أنه يعمل باللجنة الاستشارية العلمية للتحالف الوطني للمرضى العقليين، ويعمل أيضًا على عدد من اللجان العلمية لمؤتمرات دولية حول العلاج السلوكي المعرفي من مؤلفاته: “تنظيم العاطفة في العلاج النفسي“، و”العلاج النفسي للاضطراب ثنائي القطب“، و”التغلُّب على المقاومة في العلاج المعرفي“.