تيمورلنك أميرًا لبلاد ما وراء النهر
تيمورلنك أميرًا لبلاد ما وراء النهر
سيطر تيمورلنك بعد ذلك على مدينة “كرشى” بنجاح، ليبدأ نجمه في الصعود ويذيع صيته، حتى أعلن رؤساء القبائل وبعض كبار المغول ورجال الدين من حدود الهند إلى الأقاليم الشمالية مبايعتهم للقائد تيمورلنك زعيمًا لقبائل التتار، والذي كان في الثانية والثلاثين من عمره.
بدأ تيمور بتنظيم حكومة إمارته، فعين الوزراء وحكام المناطق، كما قضى على خصومه، وبدأ بتوجيه حملات عسكرية على مشارف بلاد المغول، حيث قرر إخضاع بلاد “خوارزم”، واتفق مع حاكمها “حسين الصوفي” على القتال لكن لم يحضر حسين لمرضه الذي أدى إلى وفاته، فدخل تيمور البلاد وجعل ابنه جاهنجير حاكمًا عليها بعدما زوجه بابنة الأمير الراحل حسين الصوفي، ثم اتجه تيمور بعدها إلى المدينة المزدهرة “هراة” التي كانت آنذاك أكثر تقدمًا من لندن وباريس فدخلها تيمور منتصرًا، وجعلته توسعاته يتخذ لنفسه لقب الخاقان الأعظم.
اتخذ تيمورلنك من سمرقند عاصمة لمملكته، وبنى قصرًا فخمًا عُرف باسم “البيت الأبيض”، وزاد تيمور من أعمال الإصلاح وشقِّ الطرق وإنشاء الحدائق بها، كما جلب لها الصناع وأرباب الحرف، وجعل اللون الأزرق لونًا رسميًّا للعاصمة حتى عُرِفت باسم “المدينة الزرقاء”.
الفكرة من كتاب قاهر العالم تيمُورلنك
في الوقت الذي كان أحفاد جنكيز خان وقادتهم يفسدون في الأرض، ظهر في بلاد ما وراء النهر -أوزباكستان الآن- رجل تتاريٌ مسلم أزعج المغول فهزمهم وقضى عليهم، وبنى مملكةً ضمت روسيا وبلاد ما وراء النهر والعراق والشام، وكما بهر الدنيا فقد فعل الأفاعيل وقتل وسفك دماء المسلمين، ليحتار المؤرخون في أمره إن كان مسلمًا أم ادَّعى الإسلام؛ إنه تيمورلنك.
مؤلف كتاب قاهر العالم تيمُورلنك
السيد فرج: كاتب مصري متخصص في مجال التاريخ.
له عدة مؤلفات أهمها: “جيشنا في فلسطين”، و”حروب محمد علي”، و”وهذه هي الحرب”.