توفير بيئة للحوار
توفير بيئة للحوار
الحوار احتكاك روح بروح قبل أن يكون اتصال عقل بعقل، وفي داخل الأسرة يكون الحوار أصعب بكثير من الحوار بين زميلين أو شريكين حول صفقة تجارية، نتيجة عوامل كثيرة؛ فالمنزل هو مكان الحركة الطليقة والتصرف التلقائي، وكل فرد من أفراده قد شكَّل عن شركائه الآخرين صورة نهائية، فالآباء يعرفون طموحات أبنائهم، ونقاط ضعفهم، وقد حاولوا مساعدتهم كثيرًا، لكنهم لم يفلحوا، فكيف يتبنَّون حوارًا ناجحًا وبنَّاءً؟
يحتاج الحوار الأسري الناجح إلى بيئة من نوع خاص، وإيجاد تلك البيئة يتطلَّب الاهتمام والذكاء، وقبل كل ذلك الإشفاق والرحمة، ولذلك من المهم حين يجلس أفراد الأسرة للحوار أن يكون هدفهم الأول هو تعهُّد العواطف النبيلة التي يحملها كل فرد نحو الآخر بالرعاية، وتأتي في المرتبة الثانية معالجة الموضوع/المشكلة التي عُقِد الحوار من أجلها.
وعلى الأبوين التماس الأوقات التي يكون فيها الجميع في حالة راحة ونشاط بعيدًا عن ضغوط المواعيد والواجبات، وللمكان أيضًا تأثير مهم في نجاح الحوار، ومن الواضح أن الأماكن المفتوحة، كالحدائق مثلًا، لا تساعد على تركيز الانتباه، فالمكان المناسب هو المكان المغلق والهادئ.
ويؤكد الدكتور عبد الكريم بكار أهمية أن يظل الحوار حوارًا، ولا ينقلب إلى جدال، فالحوار يقوم على الاحترام المتبادل، وتكون اللغة المستخدمة فيه ودودة وهادئة.
الفكرة من كتاب التواصل الأسري
إن التواصل الأسري هو الذي يُمكِّن الأسرة من أن تكون أسرة متفاهمة ومترابطة وناجحة، ويمثل هذا الكتاب محاولة جادة لإعادة مفهوم التواصل بين أفراد الأسرة بلغة بسيطة وميسَّرة، ويوضِّح أيضًا فنون الحوار وما يجب تجنُّبه، وما يجب اتباعه لتصل الأسرة إلى ما يسمَّى الحوار الناجح / الهادف.
مؤلف كتاب التواصل الأسري
عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار: كاتب سوري وأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود.
حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وعلى الماجستير والدكتوراه من قسم اللغة بالكلية نفسها. له العديد من المؤلفات والكتب، منها:
العولمة.
عصرنا.
القراءة المثمرة.
العيش في الزمان الصعب.
مدخل إلى التنمية المتكاملة.