توسيع عقل المسلم وتثبيت إرادته
توسيع عقل المسلم وتثبيت إرادته
يقوم المبدأ الخامس من النظرية التربوية على إحياء العقل والإرادة لدى المسلم، وذلك من خلال التعامل مع كل ظاهرة على أنها آية تورِّث الإيمان الدفَّاق، فالإنسان الحداثي يتعامل مع أمور النفس الباطنية وأمور الغيب الخفية وفق “مبدأ التظهير”، ومرد ذلك أن الإنسان الحداثي يأنف أن يخفَى عليه شيء، حتى صار الخفيُّ عنه في نطاق المعدوم، فكل ما يوجد لا بدَّ أن يكون ظاهرًا، وكل ما لا يظهر فلا وجود له عنده، ولمَّا كانت النظرية التربوية الإسلامية تهدف إلى فكِّ القيود التي تم تكبيل العقل بها، كان لا بدَّ أن تتعامل وفق مبدأ “ازدواج قوى الإدراك لدى الإنسان”، حيث توجد قوتان؛ إحداهما، قوة خارجية لا تدرك من الأشياء إلا ظواهرها، والأخرى، قوة داخلية تقف على بواطن الأشياء وأسرارها.عقليقوم المبدأ الخامس من النظرية التربوية على إحياء العقل والإرادة لدى المسلم، وذلك من خلال التعامل مع كل ظاهرة على أنها آية تورِّث الإيمان الدفَّاق، فالإنسان الحداثي يتعامل مع أمور النفس الباطنية وأمور الغيب الخفية وفق “مبدأ التظهير”، ومرد ذلك أن الإنسان الحداثي يأنف أن يخفَى عليه شيء، حتى صار الخفيُّ عنه في نطاق المعدوم، فكل ما يوجد لا بدَّ أن يكون ظاهرًا، وكل ما لا يظهر فلا وجود له عنده، ولمَّا كانت النظرية التربوية الإسلامية تهدف إلى فكِّ القيود التي تم تكبيل العقل بها، كان لا بدَّ أن تتعامل وفق مبدأ “ازدواج قوى الإدراك لدى الإنسان”، حيث توجد قوتان؛ إحداهما، قوة خارجية لا تدرك من الأشياء إلا ظواهرها، والأخرى، قوة داخلية تقف على بواطن الأشياء وأسرارها.
كما يجب أن تبين النظرية التربوية الإسلامية أن مبدأ ازدواج قوى الإدراك لدى الإنسان، تصل بين ما فصلته الحداثة، حيث تصل ظاهر الأشياء بباطنها، وتصل العقل بالقلب، وتصل العِلم بالإيمان، كما ينبغي أن تظهر أن هذا الوصل يُجنِّب العالم الضرر الناتج عن الفصل الحداثي بين قوى الإدراك، مما يحقق رقيًّا للإنسان، وسموًّا في الأخلاق، وشمولًا في الرؤى.
وتثبيت إرادة المسلم تكون من خلال التركيز على “الصفة الأخلاقية” لكل الأفعال التي تتعلَّق بالإرادة، حيث إن نسبة الصفة الخُلقية إلى تلك الأفعال كنسبة الصفة العقلية إلى الأقوال، ومتى ازدوجت الإرادة اكتسبت خُلُقية أفعاله ثباتًا يظهر من خلال موافقة ظاهر أخلاقه لباطنها، فالعقلانية مهما اتسعت آفاقها تظل تدور حول النظر وحده، بينما الأخلاقية إذا تم تثبيت أركانها، انتقلت من نطاق العمل إلى نطاق التزود بالقيم والمعاني التي اهتدى إليها هذا النظر الموسَّع القائم على ازدواج مدارك القوى.
الفكرة من كتاب من الإنسان الأبتر إلى الإنسان الكوثر
تعرضت مفاهيم تربوية كثيرة وأحكام دينية للتحريف والتحوير، حتى أصبح المُسلم المعاصر يُسلِّم بوعي أو دون وعي للمفاهيم الحداثية (العَلمانية) أو (العلموية) وغيرهما، وبناءً على ذلك يرى طه عبد الرحمن بوجوب قطع الصلة بذهنية “الإنسان الأبتر” مقطوع العطاء، معطل الإرادة، المنقطع عن تراثه ولغته ودينه، وإنشاء ذهنية “الإنسان الكوثر” كثير الخير، دائم العطاء، المتواصل مع تراثه ولغته ودينه، وذلك عن طريق تأسيس نظرية “فلسفية تربوية إسلامية” تقوم على العقل المؤيد الموصول بالشرع، والمسدد بمقاصده الشريفة، الناتجة عن تفاعل اللغة والعقيدة في عقل المسلم، واضعة نصب أعينها أن كل منقولٍ حداثي مُعترَض عليه حتَّى تُعاد صِلته بالحقيقة الدينية.
مؤلف كتاب من الإنسان الأبتر إلى الإنسان الكوثر
الفيلسوف المغربي المجدد طه عبد الرحمن، متخصِّص في علم المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق، أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين منذ سبعينيات القرن الماضي، كتب عشرات الكتب، منها: “العمل الديني وتجديد العقل”، و”سؤال الأخلاق”، و”روح الحداثة”، و”بؤس الدهرانية”، وغيرها.