توازن القوى: الصراع البريطاني التركي وتأثير المعاهدة البريطانية مع ابن سعود
توازن القوى: الصراع البريطاني التركي وتأثير المعاهدة البريطانية مع ابن سعود
في أثناء الحرب بين بريطانيا وتركيا التي بدأت في عام 1914، دخلت الدولتان في مفاوضات معقدة حول مستقبل شبه الجزيرة العربية، إذ كانت الأطراف المعنية تتفاوض لتحديد النفوذ والسيطرة على أراضي المنطقة. وتم الاتفاق في النهاية على أن تكون الأراضي العربية الجنوبية، التي تمتد من قطر إلى اليمن، تحت السيطرة البريطانية. كان هذا الاتفاق جزءًا من استراتيجية أوسع لبريطانيا لتعزيز وجودها وتأمين مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
خلال هذه الفترة، اضطرت كل من بريطانيا وتركيا للحصول على دعم الزعماء العرب الذين كانوا تحت حكمهما، وذلك لتعزيز موقفهم في الصراعات العسكرية التي شاركوا فيها. فقد قدم ابن سعود دعمًا كبيرًا لبريطانيا في حملتها لضم الموصل، بينما ساعد ابن الرشيد تركيا في توسيع نفوذها في مصر.
في ظل هذه الظروف المعقدة، طلب ابن سعود معاهدة تضمن له الدعم البريطاني لتحقيق أهدافه على الأرض، وذلك مقابل الخدمات التي قدمها لبريطانيا. وتمكّن ابن سعود بالفعل من الحصول على معاهدة أكدت اعتراف بريطانيا به حاكمًا مطلقًا على مناطق واسعة تشمل نجد والأحساء والقطيف وجبيل، بالإضافة إلى المدن والمرافئ التابعة لهذه المناطق. تضمنت هذه المعاهدة أيضًا حق ابن سعود في توريث الحكم لأبنائه ونسله، بشرط ألا يعادوا بريطانيا أو مصالحها. علاوة على ذلك، تعهدت بريطانيا بتقديم الدعم العسكري والسياسي لابن سعود في حال تعرضت أراضيه لأي تهديدات أو اعتداءات خارجية، مما عزز من موقفه وأمّن استقرار أراضيه في ظل الأوضاع المتوترة التي كانت تعيشها المنطقة.
الفكرة من كتاب مذكراتي السياسية مع الملك عبد العزيز آل سعود
لنتحدث عن أحد الفصول المدهشة في تاريخ الجزيرة العربية، حيث تتشابك الصراعات مع الطموحات والتحولات الكبرى! ينقل إلينا فيلبي عن قرب قصة شاب، وقصة دولة، إذ يعرض لنا بدقة كيف تمكن عبد العزيز بن سعود من توحيد وتأسيس المملكة العربية السعودية، ويسرد علينا رحلة هذا القائد الملهم، الذي لم يكن له هم سوى تحقيق حلمه في جمع شتات قبائل الصحراء تحت راية واحدة، وبناء دولة قوية ومزدهرة. وقد وقف بثبات وعزيمة وإيمان أمام كل التحديات والصراعات والأزمات التي واجهها، وتجاوزها جميعًا، ليحقق حلمه ويغير مستقبل المنطقة، ويجعلها واحدة من أغنى بقاع الأرض!
مؤلف كتاب مذكراتي السياسية مع الملك عبد العزيز آل سعود
هاري سانت جون بريدجر (عبد الله) فيلبي: مستعرب ومستكشف وكاتب، كان ضابطًا بريطانيًّا له دور بارز في إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى. فقد كان له تأثير كبير في تكوين الدول العربية التي نشأت عقب انهيار الإمبراطورية العثمانية، وأسهم بشكل كبير في تحديد حدودها الجغرافية والسياسية. وصل فيلبي إلى الشرق الأوسط في عام 1914، كان هدفه الأساسي ليس فقط خدمة مصالح بريطانيا، بل أيضًا أن يصبح “أعظم مستكشفي الجزيرة العربية”. كانت رحلاته الاستكشافية في الجزيرة العربية مليئة بالتحديات، إذ واجه صعوبات بسبب السياسات البريطانية التي حاولت تقييد تحركاته، خصوصًا بعد دعمه للأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
اعتنق فيلبي الإسلام في عام 1930، وعُرف بعدها بـ”الحاج عبد الله فيلبي”، وذلك بعد أن قضى سنوات طويلة من العمل والتجوال في العالم العربي، وقد كان إسلامه جزءًا من تحوله الشخصي وافتتانه العميق بالثقافة والحضارة العربية التي كان يدرسها ويستكشفها. له العديد من المؤلفات عن الفترة التي قضاها في شبه الجزيرة العربية، من أهمها:
تاريخ نجد ودعوة محمد بن عبد الوهاب السلفية.
بعثة إلى نجد 1336-1337هـ / 1917-1918م.
مذكرات فيلبي في العراق والجزيرة العربية 1915-1921م.