تهيئة الطفل لمرحلة التعلم
تهيئة الطفل لمرحلة التعلم
يعد إقناع الأطفال بالتعلم من أكبر المشكلات التي تواجه الأبوين رغم قدرة الأطفال على التعلم بسرعة خصوصًا في المراحل الأولى، لذلك فإن تهيئة الطفل لهذه المرحلة هي الخطوة الأولى والأهم لرحلة التعلم، ويتم هذا عن طريق أساليب عدة، منها إثارة الفضول لدى الطفل بشأن الموضوع الذي يناقشه، كطرح أسئلة تشويقية من قبيل: “لماذا لا تغرق السفينة رغم وزنها الثقيل؟” أو “لماذا لا يسقط القمر بفعل جاذبية الأرض؟” وعندما يفكر الطفل ويقدم إجاباته سيشعر بإنجاز حل المشكلة، وهذا يقودنا إلى أهمية تجنب تقديم المعلومات الجاهزة، لأنها تجعل عملية التعليم عملية مجردة خالية من وجهات النظر والتفاعل، مما يصيب الطفل بالملل وعدم الرغبة في استكمال الحديث،
كما يجب استغلال شغف الأطفال بموضوع معين كفرصة للبحث والاطلاع على هذا الموضوع، فمثلًا الطفل الذي يهتم بالفضاء سيكون أكثر تمتعًا عند القراءة في مجال الفضاء والمجرات، وفي أغلب الأحيان سيكون هذا بابه الأول لباقي العلوم، كذلك من المهم أن يُمنح الطفل الحرية في اختيار المادة التي سيذاكرها، مما يعطيه شعورًا بالمسؤولية والثقة بالذات، واحرص على جعل مناخ التعليم مليئًا بالفرح، فناقشه واسمع آراءه الإيجابية والسلبية ولا تسخر منه أو تقسُ عليه إن قال شيئًا ساذجًا، بل تقبله وأعد رسم الصورة في ذهنه بالطريقة الصحيحة.
وما يكلل كل تلك الأساليب هو تأسيس علاقة صداقة مع الطفل، لأنه بمقدار حب الطفل للوالد أو المعلم سيكون أكثر قابلية لاستيعاب ما يقوله، ومع النوم الكافي والتغذية الجيدة والحب والمعلومات، الذين تعدهم الكاتبة “أغذية المخ الأربعة” يكون الطفل جاهزًا لعملية التعلم.
الفكرة من كتاب كيف تربي مبدعًا؟
طالما حمل الوالدان على عاتقيهما مسؤولية إنشاء طفلهما على أسس ومبادئ سليمة، لكن الجهل بالسبيل إلى تلك النتيجة دفع بعضهم إلى اعتبار الطفل مملوكًا لا يحق له من الحرية إلا ما يقرره والداه، وذهب بعضهم إلى ترك الحرية المطلقة فنشأت أجيال بلا هوية، وذهب آخرون إلى تناسي كونهم قدوة ووضعوا أحلامًا وردية عن مستقبل أبنائهم المشرق في حين كان حاضرهم كظلمات في بحر لجيّ!
لذلك جمعت الكاتبة خبرتها في مجال التربية الحديثة وطرحت أفكارًا عملية للوصول إلى مستوى التربية المتوافق مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وقد تركت مساحة للتخطيط بعد كل فكرة طرحتها ليستخدمها الوالدان في تطبيق تلك الفكرة بما يتناسب مع شخصية طفلهما.
مؤلف كتاب كيف تربي مبدعًا؟
خلود خليفة: خبيرة بالتربية الإيجابية وشؤون الطفل، تهتم بالأساليب التربوية الحديثة التي تسهم في تنمية ذكاء الطفل، ولها عديد من المؤلفات منها:
أبناء كما نريدهم ومربون كما يريدوننا.
بلا حدود.