تهيئة الابن نفسيًّا
تهيئة الابن نفسيًّا
من المهم تهيئة الابن للحوار ولذلك عدة وسائل منها: مناداته بنداء رقيق أو باسم يحبه، ويصحب ذلك ظهور العاطفة والحب والبشاشة له، وربما التواصل الحسي بالربت على كتفه أو الإمساك بيده، وعندما تكون كلماتك مفعمة بالمشاعر الصادقة فإنها تنفذ مباشرةً إلى قلب طفلك، تواصل معه بعينيك ولا تلتفت عنه لشيء، وحافظ على بشاشتك، ولا تظهر ضيقك به أو تنظر إلى ساعتك وأنت تحادثه.
ومنها كذلك مساعدته على الاسترخاء البدني والنفسي، فربما يكون ابنك متوترًا أو خائفًا أو عصبيًّا، فمن المهم أن تساعده كي يهدأ، فتقبَّل مشاعره وتفهَّم ما يشعر به، وأظهر له أنك تسمعه بإنصات من خلال الإيماءات ومتابعته في الكلام، وتفاعل مع ما يقول، بعد ذلك سمِّ مشاعره ودع له فرصة التأكيد أو التصحيح، سيجعله ذلك أكثر راحة وهدوءًا عندما يشعر أنك تفهم مشاعره ولا تنكرها عليه، فيصبح مستعدًّا لخطوة التفكير في الحل بنفسه أو قبول التوجيه منك، أما الأسلوب الثالث فهو الأسلوب الإيماني، بأن تربط حديثك معه بطلب رضا الله ومراقبته، اقتداءً بوصية لقمان لابنه التي أخبرنا عنها الله (عز وجل).
الأسلوب الأخير هو الأسلوب الإيجابي، وتثبت أكثر الدراسات النفسية أن شخصية الطفل تتشكَّل بنسبة تصل إلى 80% في سنواته السبع الأولى، وفي تلك السنوات تحديدًا نوجِّه إلى الطفل ما يقرب من 50 ألف كلمة سلبية في مقابل ما يقرب من 500 كلمة إيجابية، والطفل يصدِّق ما يوصف به ثم يتطبَّع به، فإذا وصف بالعناد زاد عناده، وإذا وصف بالمخرِّب زاد تخريبه، وهو نفس ما يفعله إن وصف وصفًا إيجابيًّا، فعندما تصفه بالشجاعة يغدو أكثر شجاعة وهكذا، لذا ربما علينا أن نتوقَّف عن النقد المستمر وملاحظة العيوب، وبدلًا من ذلك ننمِّي القيم والأخلاق الطيبة فيه!
الفكرة من كتاب مهارات التواصل مع الأولاد..كيف تكسب ولدك؟
في الوقت الحالي لم نعد نحن وحدنا من نربي أولادنا، وقد اتسعت الفجوة بين الآباء والأبناء بشكل ينذر بالخطر، وليس من سبيل لسدِّها إلا من خلال التواصل بين الأبوين وأبنائهما، وتلك المهارة إذ نجتهد لاكتسابها فإنما هي قُربة تقرِّبنا إلى الله بما تعيننا به من صلاح أبنائنا وصلاح تربيتهم، والتواصل مع الأبناء هو وصل معنوي وحسي يشمل معاني العطف والبر والرحمة والرفق، ويشمل اللمسات الحانية، كما يشمل حتى وصلهم بالمال، ومن أضداد الوصل الهجر، لذا كانت الأبوة دورًا لا يمكن بحال أن يُؤدَّى غيابيًّا أو أن ينوب فيه أحد، بل يكون الأب حاضرًا بشخصه بين أبنائه وبناته أطول وقت ممكن.
مؤلف كتاب مهارات التواصل مع الأولاد..كيف تكسب ولدك؟
خالد بن سعود الحليبي: شاعر وأديب وأستاذ جامعي سابقًا، إضافةً إلى عمله في الاستشارات الأسرية، ولد في الأحساء بالسعودية عام 1964م، وحصل على بكالوريوس في اللغة العربيَّة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب الحديث، ثم حصل على دبلوم عالٍ في الإرشاد النفسي والأسري من كليَّة المعلمين، عمل بالتدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، شغل منصب المدير التنفيذي لبيت الخبرة للتنمية الأسرية، وهو مشرف عام موقع المستشار بالدمام، وعضو مركز التنمية الأسرية بالأحساء.
له عدد من المؤلفات منها:
قلبي بين يديك (ديوان شعر).
أبو فراس الحمداني في رومياته.
العنف الأسري: (أسبابه ومظاهره وآثاره وعلاجه).
جلسات تسع ذي الحجة.