تهديدات غير متوقعة
تهديدات غير متوقعة
أدرك من يخططون للسياسة الأمريكية أن ما يهدد أوروبا ليس عدوان الاتحاد السوڤييتي ولكن الحركات والأفكار الديمقراطية المعادية للفاشية والاستبداد بين طبقات العمال والفلاحين والقوى السياسية للأحزاب الشيوعية والاشتراكية، فقد نجحت حركات العمال والفلاحين في الانتصار على ست فرق ألمانية وتحرير شمال إيطاليا، وعندما تقدمت الجيوش الأمريكية داخل إيطاليا فرَّقت تلك الحركات وأعادت الهيكل الرئيس الظالم الذي كان موجودًا قبل الحرب.
وكذلك في اليونان عندما دخلت القوات البريطانية بعد خروج النازيين وفرضت نظام حكم فاسدًا أثار ذلك مقاومة عظيمة لم تستطع بريطانيا مواجهتها بمفردها فآزرتها الولايات المتحدة ودعمت حربًا وحشية أسفرت عن مقتل ١٦٠ ألف شخص.
أما في إيران فقد وصل الشاه إلى الحكم بانقلاب على أبيه بمساعدة الإنجليز، رفضه الشعب الإيراني في الخمسينيات وقامت تظاهرات متتابعة ضده حتى اضطر إلى الهرب ثم أعادته المخابرات الأمريكية وأجلسته على كرسي العرش مستخدمة في ذلك كل أساليب الرشوة والخداع والتهديد، واستأنف حكمه الدكتاتوري الفاسد بعد عودته وملأ السجون بعشرات الآلاف واغتال الآلاف من الإيرانيين، فاستغلته الولايات المتحدة بالطبع، ومن بعدها إسرائيل، في سلب خيرات البلاد من بترول ومعادن وأراضٍ زراعية وغيرها،
حتى قامت انتفاضات أخرى في الستينيات انضم إليها بعض جنود الجيش ومن جديد أرسلت الإدارة الأمريكية جنرالاتها ليضربوا تلك الثورة الشعبية فلما فشلوا وأطاح الشعب الشاه الإيراني، غضبت الولايات المتحدة وجعلوا صديقهم صدام حسين الرئيس العراقي ينقلب على إيران فحاربه لثماني سنوات كاملة وأمريكا تمده بالسلاح والأموال.
وفي كوريا في حركات مشابهة سقط في إقليم صغير نحو ٣٠ أو ٤٠ ألف قتيل أثناء ثورة الفلاحين.
ولم تكن مقاومة تلك الحركات متمثلة في الجيش الأمريكي فقط، بل كانت أيضًا من خلال تجنيد مُجرمي الحرب، ومن أشهرهم “كلاوس باربي” المشهور بسفاح ليون بفرنسا، إذ تم تعيينه بواسطة الجيش الأمريكي للتجسُّس على فرنسا، وبذلك استُخدمت جميع الطرق للتمكن في المواجهات العنيفة والدموية مع الحركات التي تدعو إلى الديمقراطية في أوروبا.
الفكرة من كتاب ماذا يريد العمُّ سام؟!
يتحدث تشومسكي عن الأهداف الرئيسة للسياسة الخارجية الأمريكية، ولا سيما بعد الحرب العالمية الثانية، وكيف أنه في سبيل تحقيقها انتهكت الولايات المتحدة كل ما تنادي به من مبادئ عن ديمقراطية الشعوب وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير، ومن أهم الأدلة على ذلك كوريا وفيتنام.
ويحلِّل تركيبة المجتمع الأمريكي المتعدد الأعراق والأجناس، مع توضيح أن مخططي السياسة الأمريكية هم مجموعة قليلة من محترفي السياسة ورجال المال والأعمال والإعلاميين، ويتطرق إلى شعارات مثل الديمقراطية وحرية الكلمة وحقوق الإنسان بين أفراد الشعب الأمريكي ويبحث عن مدى تطبيقها الفعلي.
مؤلف كتاب ماذا يريد العمُّ سام؟!
نعوم تشومسكي: أستاذ لسانيات وعالم لغويات ومَرجع لكل الجامعات وعالِم بالمنطق ومؤرخ وناقد سياسي، ورغم أنه أمريكي الجنسية فهو أكبر ناقد للسياسات الأمريكية، وكذلك ناقد شديد لإسرائيل ومنتصِر للحقوق الفلسطينية، صُوِّت له كأبرز مثقفي العالم في استطلاع للرأي العام سنة ٢٠٠٥، ألَّف أكثر من مائة كتاب، من أشهرها:
أشياء لن تسمع بها أبدًا.
الدول المارقة.
الحادي عشر من سبتمبر.
الربح مقدمًا على الشعب.