تنمية الشعور بالمسؤولية لدى الطفل
تنمية الشعور بالمسؤولية لدى الطفل
هل تلجئين إلى إشراك أولادكِ في أعمال المنزل بهدف تنمية شعورهم بالمسؤولية؟ الحقيقة أن مشاركة الأبناء في هذه الأعمال أمر طيب وفوائده كثيرة، ولكنه غير فعال في تنمية شعورهم بالمسؤولية، وذلك لأن المسؤولية لا تعني تنظيف الغرفة أو تجهيز مائدة الطعام، وإنما هي القدرة على الاختيار واتخاذ القرارات مع تحمل تبعاتها، وكذلك فإن المسؤولية يجب أن تنبع من قيم عُليا كاحترام الحياة والالتزام والشعور بالآخرين.
إذًا كيف ننمي شعورًا حقيقيًّا بالمسؤولية في نفوس أبنائنا؟ بدايةً يجب الاهتمام بمشاعرهم وأفكارهم، وألا نستجيب لتصرفاتهم المطيعة أو المتمردة فقط، بل للدوافع التي تكمن وراءها، بالإضافة إلى ضرورة توفير فرص اختيار يومية في ما يتعلق بالمأكل والملبس والمشرب وغيرهم بما يتناسب مع سن الطفل. والفكرة في إتاحة الاختيارات أننا نحدد الظرف أو الإطار العام ثم ندع الطفل يختار، فمثلًا إننا لا نسأل الطفل ماذا يريد أن يتناول على الفطور، وذلك لأنه لا يعلم ما العناصر الغذائية الضرورية أو الأطعمة المناسبة له، وبدلًا من ذلك نسأله إن كان يريد البيض مسلوقًا أم مقليًّا
وهكذا. وعند شراء الملابس دورنا تحديد احتياجات الطفل والميزانية المناسبة، وبعدها نترك له الفرصة لاختيار ما يحب.ومن الأشياء التي يمكن استغلالها في تنمية شعور الطفل بالمسؤولية هي الواجبات المدرسية والمصروف الشخصي، فمن المهم أن يشعر الطفل بمسؤوليته عن دراسته وأهدافه، ولا تظني عزيزتي الأم أن إشرافكِ المباشر على كل واجب مدرسي وجلوسكِ بجواره في كل مذاكرة أمر مساعد له،
إن المساعدة الحقيقة في تركه يتحمل مسؤولية إتمام مذاكرته وواجباته، وأن تراقبي سير الأمور من بعيد وتتدخلي عند الحاجة فقط، وكذلك من المهم أن يتعلم الأطفال إدارة مصروفهم الشخصي، كما يمكن لإشراك الطفل في تربية حيوان أليف أن ينمي شعوره بالمسؤولية على نحو جيد.
الفكرة من كتاب التربية المثالية للأبناء
ماذا نقول لضيف نسي مظلته عندنا؟ تفضل مظلتك، ويمر الأمر ببساطة، أليس كذلك؟ لكن ماذا لو كان طفلنا من نسيها؟ ينهمر عليه سيل من الجمل مثل: “دائمًا ما تنسى أشياءك قبل خروجك”، أو “لماذا لا تكون كأخيك الصغير”، أو “أراهن أنك كنت ستنسى رأسك لو لم يكن مثبتًا فوق كتفيك!”، إلى آخره من عبارات النقد والسخرية وحتى الإهانة.
فيا تُرى ما الذي نفتقر إليه في تعاملنا مع أولادنا؟ وهل يمكننا أن نحظى بتواصل أكثر فاعلية معهم؟ وكيف نتجاوز هذا الفارق بين استجابتنا للضيف والطفل؟ كل هذا وأكثر سنعرفه معًا في الأسطر القادمة.
مؤلف كتاب التربية المثالية للأبناء
هايم جينو: هو عالم نفس متخصص في معالجة مشكلات الأطفال وتطوير أساليب التربية، وقد أنشأ مجموعات إرشادية وتثقيفية للآباء ليساعدهم على أن يكونوا أكثر فهمًا وتعاطفًا واحترامًا لأولادهم، كما تهدف كتبه إلى تحقيق تواصل فعال بين الآباء والأبناء.
من مؤلفاته:
– المعالجة النفسية الجماعية للأولاد.
– الأولاد والمراهقون.
– المعلم والطفل.