تنمية الذكاء العاطفي لدى المربي
تنمية الذكاء العاطفي لدى المربي
معروفٌ أن فاقد الشيء لا يعطيه، فلذلك كان لزامًا أن يوجه الاهتمام أولًا إلى تنمية الذكاء العاطفي للمربيين، لكي يستطيعوا فهمه وتطبيقه ونقله إلى أبنائهم، ففي البداية يحتاج المربي إلى أن “يفهم ما الذكاء العاطفي أو الوجداني؟”.
الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم الذات وإدارتها بشكل جيد، بالإضافة إلى فهم الآخرين والتعامل معهم بشكل سليم.
وقد يتساءل المربي عن السبب الذي يدفعه إلى الاهتمام بهذا الجانب، والفوائد التي سيعود بها على طفله.
في الحقيقة، للذكاء العاطفي فوائد عديدة، منها: الانسجام مع الذات وفهمها جيدًا، واتخاذ القرارات الحياتية بصورة أفضل، والقدرة على تحقيق النجاح، والقدرة على التعبير عن مشاعرنا وكذلك فهم مشاعر الآخرين ومراعاتها، وتطور الجانب الاجتماعي وسهولة تكوين صداقات جديدة، وأخيرًا إقامة علاقات مستقرة مع الآخرين.
والآن، نصل إلى الجزء الأهم وهو “كيف ينمي المربي القدرات الوجدانية والعاطفية عنده؟”.
حتى تكتسب المهارات الوجدانية تحتاج إلى تنمية وعيك بذاتك من خلال ملاحظة مشاعرك وما يطرأ على جسدك من انعكاس لهذه المشاعر، وكذلك ملاحظة الأفكار وما تركز عليه طوال الوقت وما يتحكم في طريقة تفكيرك، ومما تحتاج أيضًا إلى ملاحظته هو ما تبدو عليه أمام الآخرين، ومدى فهمك للآخرين ومشاعرهم والرسائل التي يريدون إيصالها إليك خلال حديثهم معك، وبجانب الملاحظة تحتاج إلى أن تتوقف قليلًا قبل إصدار الأحكام أو الأفعال، لتعطي فرصة للعقلانية أن تضبط الاندفاع وتصبح أكثر حكمة في كلامك وأفعالك.
وبعد الملاحظة والتوقف ستحتاج إلى أن تتأمل الاختلاف الناتج عن ممارستك للذكاء الوجداني، وكيف أصبحت أكثر وعيًا بذاتك وأكثر ترويًّا في قراراتك وأفعالك وأقل اندافعًا في تعاملاتك، ولضمان استمراريتك في تنمية مهارات الذكاء الوجداني وتطبيقها، احتفِ بتطورك وكافئ نفسك بعد كل تقدم تحرزه في طريق فهمك لذاتك وللحياة والآخرين.
وإليك مجموعة من التوجيهات التي سترفع معدل الذكاء الوجداني لديك:
تدرب على الهدوء والاسترخاء عند الأزمات، وكن واعيًا بالمشاعر والانفعالات السلبية التي تسيطر عليك أحيانًا، ولا ترفض التعلم من الآخرين وإن كانوا أصغر سنًّا بدافع العناد والمكابرة، وتفهم الآخرين وتقبل النقد، وراقب تحيزاتك وتعصبك، واحرص على تقديم التعاطف والمؤازرة للآخرين، واستمر في تطبيق ما تتعلمه حول الذكاء الوجداني والعاطفي حتى يصبح طبعًا أساسيًّا من طباعك.
الفكرة من كتاب البناء النفسي للطفل في البيت والمدرسة – تنمية المهارات الوجدانية وإدارة الذات
هذا الكتاب واحد من سلسلة البناء النفسي للطفل في البيت والمدرسة ويختص بتنمية المهارات الوجدانية وإدارة الذات لدى الأطفال، وهنا تكمن أهمية الكتاب.
فما من أسرة إلا وتسعى إلى أن يكون طفلها أذكى الأطفال وأكثرهم تفوقًا وأعلاهم درجات، ولكن من يفكر في الجانب العاطفي والوجداني لدى الطفل أو يلقي له بالًا؟ ذلك على الرغم من أهمية هذا الجانب لتنمية مهارات الطفل في الوعي بذاته وفهمها وكيفية التعامل مع مشاعره ورغباته والتحكم فيها، وكذلك فهم الآخرين ومراعاة مشاعرهم وتجنب إيذائهم وإنشاء علاقات جيدة معهم.
وما نرجوه من طرح هذا الكتاب أن يدخل الذكاء العاطفي والوجداني في إطار اهتمام الأسر ويرشدهم إلى طرق تنميته لدى أبنائهم.
مؤلف كتاب البناء النفسي للطفل في البيت والمدرسة – تنمية المهارات الوجدانية وإدارة الذات
سعد رياض: استشاري نفسي وتربوي، حاصل على الدكتوراه في علم النفس عام 2002م بمرتبة الشرف الأولى في القياس والتقويم والعلاج النفسي،كما حصل على ليسانس آداب في علم نفس عام 1992م من جامعة المنصورة، ودرجة الماجستير أيضًا في علم النفس عام 1998م بتقدير ممتاز من جامعة طنطا، ودبلومة علم النفس الإكلينيكي عام 2000م بتقدير ممتاز من جامعة المنصورة.
من مؤلفاته:
أسعد بنت في العالم.
كيف نحبب القرآن لأبنائنا؟ (مهارات تربوية في تحفيظ القرآن).
فن الحوار مع الأبناء.