تنظيم النسل
تنظيم النسل
في حديثه عن هذا الموضوع يستعين الكاتب بحديثين عن أبي سعيد الخدري وعن جابر بن عبد الله، يقر فيهما الرسول (صلى الله عليه وسلم) للمسلمين تنظيم النسل فيقول: “ما عليكم ألا تفعلوا، فإن الله قد كتب من هو خالق إلى يوم القيامة”. لذلك فعلى الرغم من أنه لا جدال في أن الله سبحانه وتعالى فطر الذكور والإناث على النسل لحكمة اقتضاها، فإن الشريعة التي تحرص على بقاء الإنسان تقدر أحيانًا أنه قد تقتضي الضرورة المؤقتة تنظيم النسل بين الزوجين.
لذا يوضح الكاتب أن الدعوة إلى منع النسل تجيء ضد متقلبات الفطرة وعكس سنن الخلق، ولذلك يرفض الشرع الحكيم والنظر القويم الدعوة إليه، فنتيجة هذه الدعوات بين سكان العالم الصناعي بدأت معدلات النمو البشري تتناقص في هذه المجتمعات، ومجددًا ربما تكون هذه أهم حكمة من فطر الذكر والأنثى على التناسل، وهى الحفاظ على البشر من الاضمحلال وحتى التلاشي خلال أجيال معدودة.
مع ذلك، فإن غير القادرين من البشر على القيام بعبء طفل واحد، وهم مع ذلك حريصون على إنجاب الحد الأقصى من الأبناء ليسوا بأقل أنانية من سكان العالم الصناعي ومريديهم في العالم النامي، الذين يعمدون إلى الاكتفاء بابن واحد حرصًا على أوقاتهم الثمينة من الضياع في تربية الأولاد. أما عن الذين يزعمون أن الإسلام يمنع تنظيم النسل بين الزوجين فيسألهم غازي القصيبي أن يعودوا لقراءة هذه الأحاديث بلا أفكار مسبقة.
الفكرة من كتاب ثورة في السنة النبوية
الثورة هي التغيير الشامل الكامل لوضع ما، والثورة التي يتحدث عنها هذا الكتاب هي ثورة على الأوضاع الجاهلية المتخلفة التي ما زالت موجودة في عدد من الميادين الرئيسة في بعض الدول الإسلامية أو معظمها. في هذا السياق يستعين الكاتب بنصوص كلها من الأحاديث الصحاح بالإجماع مأخوذة من كتاب “جامع الأصول في أحاديث الرسول” لكاتبه الإمام الجزري، ليفتح المجال أمام الباحثين لإقناع المسلمين الراغبين في الإصلاح بقلوبهم لا بألسنتهم، أن في دينهم ما يغنيهم عن استيراد الإصلاح من الخارج إذا انتهت الانتقائية الانتهازية التي يمارس بها المسلمون دينهم.
مؤلف كتاب ثورة في السنة النبوية
غازي عبد الرحمن القصيبي، من مواليد الإحساء بالمملكة العربية السعودية عام 1940م، درس الحقوق بجامعة القاهرة ثم التحق بالدراسات العليا في لوس أنجلوس متخصصًا في العلاقات الدولية. ثم حصل على الدكتوراه في جامعة لندن كلية university college.
عمل مدرسًا مساعدًا ومستشارًا لبعض الجهات الحكومية، ثم تولى الكاتب مناصب إدارية متعددة كعميد لكلية التجارة بجامعة الملك سعود ورئيس لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء ومن ثم وزيرًا للصحة. تخللت مهامه الوزارية فترة من العمل سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا للمياه و الكهرباء ثم أخيرًا وزيرًا للعمل.
توفي غازي القصيبي في عام 2010 تاركًا عددًا من مؤلفات الشعر والأدب، أشهرها رواية “شقة الحرية”، وعددًا من الكتب منها: “كتاب حياة في الإدارة”، وكتاب “التنمية وجهًا لوجه”، أما عن الأعمال الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي إلى سيف الدولة” و قصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.