تنبيهات حول الخطة
تنبيهات حول الخطة
هنالك أمور لا بد من الانتباه لها حينما نرتب برنامجنا، فينبغي لنا أن نكون واقعيين وألا تغرنا حماستنا في البداية، لأن الجدول ربما سيظل معنا فصلًا دراسيًّا كاملًا، والنفوس تتعب وتمل، و”المُنبَتُّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى”، ولكن لا يعني ذلك أن نجعل البرنامج أقل من طاقاتنا، وإنما نوازِن ونحسُن تقدير طاقاتنا ومهاراتنا دون مبالغة أو بخسٍ لحق النفس. ولا ننسى إضافة وقتٍ احتياطي في كل يوم نلجأ إليه عند الضرورة فقط، وبضع ساعات احتياطية في الأسبوع للمهام الطارئة. ولن يكون برنامجنا بالتأكيد تامًّا ولا مثاليًّا، وإنما نكتشف عيوبه مع التطبيق ونعدلها حتى نصل إلى ما نريد.
ولا ننسى أن البرنامج الذي ذكرنا كيفية إعداده الآن طريق رُسِم على ورق، ينبغي أن تبدأ السير فيه، ولا تشغل نفسك بالخوف من التعب والإرهاق، لأن التعب جزء أصيل في الحياة والعمل الصادق لا بد فيه من تعب، وما يجب أن نتجنبه هو الإفراط في التعب لا التعب نفسه، وألا نستنفد طاقاتنا كلها في عملٍ ما وإنما نُبقي منها ما نواجه به الحالات الطارئة والأزمات، لأن المرء إن نفدت طاقته وأدى عمله وهو متعب؛ دفع في ثمرته أضعاف ما تستحق.
الفكرة من كتاب فن الدراسة
يُقبل العام الدراسي بما يحمله من آمال ومشكلات، ونتذكر أن للدراسة هدفين أساسيين، هما اكتساب قدر من المعرفةِ وقدر من المهارة العملية في مجالٍ ما، وإن مضينا فيها على نهجٍ سليم حققنا الهدف بيُسرٍ واستمتعنا، وإن سلكنا فيها طرقًا وعرة ملتوية بذلنا جهدًا كبيرًا وجنينا من الثمار القليل. وهذا الكتاب إنما يهدف إلى بيان النهج السليم الذي ينبغي لنا السير به في دراستنا.
فإن كنت تشكو قلة التحصيل مع كثرة الجلوس بين الكتب، أو تشكو النسيان أو الكسل أو الملل حين يتعلق الأمر بالدراسة، فرافقِنا في رحلتنا مع هذا الكتاب.
مؤلف كتاب فن الدراسة
عبد الرحمن رأفت الباشا، كاتب وأديب سوري، ولد بإدلب عام 1920، ابتُعث إلى القاهرة وحصل على الشهادة العالية في كلية أصول الدّين في الأزهر عام 1945م، وشهادة اللّيسانس في الأدب العربي من كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، ثم حصل على درجة الماجستير عام 1965م، ثم الدكتوراه في الجامعة نفسها عام 1967م. عمل في تدريس اللغة العربية في سوريا، وعُين كبيرًا لمفتشي اللغة العربية هناك ثم أستاذًا محاضرًا في كلية الآداب بجامعة دمشق، ثم درس في المعاهد العلمية السعودية، وفي كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان رئيس قسم البلاغة والنّقد ومنهج الأدب الإسلامي فيها، ومسؤولًا عن لجنة البحث والنشر في الجامعة. وقد اشتهر بحبه للغة العربية، وكان أحد مؤسسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية. وتوفي عام 1986 في إسطنبول.
من مؤلفاته: صور من حياة الصحابة، وصور من حياة التابعين، والعدوان على العربية عدوان على الإسلام، ونحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد، وفن الامتحان بين الطالب والمعلم، ورواية أرض البطولات.