تناقض في ردود “بنيتو”.. ونظرته السياسية
تناقض في ردود “بنيتو”.. ونظرته السياسية
اعتبر موسوليني أن مدرسة الحرب تجربة عظيمة، لكن يجدر بنا الذكر أن خبرة موسوليني في الحرب بعد عامي الحرب العظمى هي أثناء زحفه مع عشرات الآلاف من أنصار حزبه الفاشي إلى روما في حدث عُرف بـ”مسيرة روما”، وقد كان حزبه همجيًّا متطرفًا، حتى أن مسيرته هذه قد تسبَّبت في شعور الحكومة بالذُعر لدرجة أنها عرضت عليه منصب وزير، ثم انتهى به الأمر ليصبح رئيسًا لوزراء إيطاليا في أكتوبر 1922.
بالعودة إلى الحوار، فقد انتقلت الأسئلة من ميدان الحرب إلى ميدان الصحافة، وقد أعرب موسوليني عن استفادته الكبيرة من مزاولة الصحافة واصفًا الجريدة بالسلاح والشعار، بل بروحه نفسها تقريبًا، مشيرًا إلى أن الصحافة معلم جيد لمن قُدر له أن يشتغل بالسياسة، لكن المشكلة المثيرة للسخرية هنا أن عهد موسوليني قد شهد إلغاء كل الأحزاب -عدا الحزب الفاشيستي بالطبع- وإغلاق جميع الصحف والمجلات الأدبية، وهنا تحوَّل السؤال حول دراسة موسوليني التي دامت لبضعة أشهر فقط في جامعة لوزان وبدء دراساته السياسية بـ”مكيافيللي”، ليجيب بأن والده كان يقرؤه كل مساء، وعلى هذا فقد تأثر لسماعه بشدة لم تقل درجتها وهو يقرؤه بعد أربعين سنة.
انتقل السؤال هذه مرة حول مدى حيطة حكومة موسوليني في معاقبة معارضيها، فأجاب بأنه قد احتاط لهذا بإرجاعه عقوبة الإعدام بعد إلغائها، وأن ما فعله هو بحكم الضرورة نظرًا إلى ازدياد الجرائم في عهده زيادة فاحشة.
الفكرة من كتاب خواطر زعيم
في عام 1931 كانت الأمور مستقرَّة لمؤسس الحركة الفاشية الإيطالية وأحد زعمائها، ألدوتشي بنيتو موسوليني، والذي أصبح الحاكم الوحيد لإيطاليا رغم وجود الملك، كل الأحزاب الأخرى أُلغيت ولم يكن بإيطاليا سوى توجُّه واحد وطاعة واحدة تكون للحزب الفاشستي كالنازية الألمانية، وهنا يأتي دور الإعلام خصوصًا مع تاريخ هذا الديكتاتور الصحافي، وهنا يبدأ بكتابة خواطره.
كان على المؤلف إميل لودفيج أن يعرض بعض خواطر موسوليني، الحوار الصحفي الذي دار بينهما، ويجدر بنا ذكر أن كل هذا قد تم في عام 1931م حين كانت الفاشية في قمتها وتساندها النازية الألمانية، وهنا يأتي دور الإعلام الذي ميز كلا المذهبين في ذلك الوقت قبل أن ينقلب عليهما.
مؤلف كتاب خواطر زعيم
بنيتو موسوليني، هو حاكم إيطاليا ورئيس وزرائها في الفترة ما بين 1922 و1943، وهو أبرز مؤسسي الحركة الفاشية الإيطالية، عُرِف بتاريخه الصحافي المؤثر وكذلك همجيته منذ طفولته وحتى الكبر، إذ استطاع الوصول إلى الحكم بسبب عدم استطاعة الحكومة الإيطالية السيطرة على أعمال حركته الفاشية “القمصان السود” المسلحة، وكان ديكتاتورًا مستبدًّا سواء للشعب الإيطالي أو الشعوب المستعمرة، وبعد دخول الحرب العالمية الثانية وهزيمة إيطاليا المتحالفة مع ألمانيا النازية، تم إلقاء القبض عليه وإعدامه وتعليق جثته أمام الجماهير الإيطالية.