تناقض أم تكامل؟

كانت حياة غاندي ثرية بالأحداث المثيرة، ومنها هذه الفجوات الواسعة بين أقواله وأفعاله والتناقضات المتعدِّدة بينها، بل إن نظرة غاندي إلى التناقضات في حياته هي نفسها متضادة؛ فتارة ينبِّه على أننا يجب ألا نلتفت إلى مثل هذه التناقضات الظاهرية وأنها وليدة استجابات مختلفة لظروف متباينة، ويؤكد في الوقت نفسه أن مبدأ اللاعنف يتحرَّك على خط مستقيم في تكامل لا يشوبه شائبة! وفوق ذلك كان يستغل نفوذه وسلطته حين يستدعي الأمر تقديم تفسير لما يفعل، ورغم نضاله الطويل ضد الاحتلال البريطاني، قَبِل -في بداية مشواره السياسي- بأن يقاتل الهنود جنبًا إلى جنب مع البريطانيين، بل كان دائمًا يُصر على أن فعلته تلك لم تخالف مبدأ اللاعنف في شيء دون أن يقدم تعليلًا مقنعًا لهذه النقطة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

الأعجب من هذا أنه في الوقت الذي كان يعد الهتلرية والتشرشلية وجهين لعملة واحدة، وأن عليه مقاومة النازية والفاشية كما يقاوم الإمبريالية البريطانية لم يأنَف من التعاون مع الخلفاء في أثناء الحرب العالمية الثانية زعمًا منه أنهم أقل عنفًا وأكثر تظاهرًا بالسلم والحرية عن دول المحور التي اتخذت العنف عقيدة لها.

لم تكن أفعال غاندي فقط هي ما تناقض أقواله بل تصريحاته كذلك، منها امتداح الغرب على الابتكارات الطبية في مجال الجراحة رغم أنه كان يستنكر بشدة العمليات الطبية الحديثة، وذات مرة يصرح بأن “النية هي المكون الأساسي عن النظر في أي تصرُّف أخلاقي”، وفي سياق آخر يقول بوجوب الحكم على أفعال الرجال لا الدوافع التي تحرِّكهم!

يتناول هذا الكتاب الموجز مذهب المناضل الهندي المهاتما غاندي في المقاومة اللاعنفية بجانب نظرته إلى الحياة السياسية والاجتماعية التي ينبغي أن تكون عليها الهند، ويسلِّط الضوء على مدى جدوى هذا النوع من المقاومة سواء في ذاتها أم في سياقها التاريخي بتحليل دقيق وعين خبيرة.

نورمان جاري فينكلستاين: كاتب وناشط سياسي يهودي أمريكي، وأكاديمي متخصِّص في العلوم السياسية، واشتهر بمساندة القضية الفلسطينية ورفض استغلال الصهاينة للمحرقة النازية لجذب التعاطف العالمي والتغطية على جرائم الإبادة الإنسانية ضد الفلسطينيين، وقد تسبَّب ذلك في رفض طلبه للتثبيت الأكاديمي في جامعة دي بول ووضعه في إجازة إدارية عام 2007، مما دفع نورمان إلى تقديم استقالته.

من أهم مؤلفاته: “صناعة الهولوكوست: تأمُّلات في استغلال المعاناة اليهودية”، و”إسرائيل، فلسطين، لبنان: رحلة أمريكي يهودي بحثًا عن الحقيقة والعدالة”، و”ما يفوق الوقاحة: إساءة استخدام اللاسامية وتشويه التاريخ”.