تمهيد الطريق إلى النفع العام
تمهيد الطريق إلى النفع العام
يعد بناء الثقة بين أفراد المجتمع بعضهم وبعض مسؤولية يتحمَّلها كل شخص ذي موضع قيادي سواء الدعاة أو الخطباء أو المسؤولون وحتى الآباء على مستوى الأسرة، فنيْل ثقة من تخاطبه يخلق مجتمعًا أمينًا صادقًا. وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الصدق والثقة بينهما علاقة متبادلة وكلاهما يؤدي إلى الآخر، والصدق له مواطن كثيرة، فلا بدَّ أن يصدِّق كلامك ما تعتقده داخليًّا ويكون كلامك دليلًا عليه، كما أن الكلام يجب أن يكون مرآة للواقع ومصداقًا له، وينبغي أن يكون هناك تطابق بين ما تقوله وما تفعله لأن ذلك من صفات المسلم، فقد أمره الله بذلك حينما قال ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾.
ولعل أهم الأسباب التي تؤدي إلى هدم الثقة أو عدم بنائها مطلقًا هو “التعبيرات الرخوة” فحتى وإن كانت تلك التعبيرات صادقة لكنها تستخدم كلماتٍ مثل (أشك، وأظن، وأميل إلى..)، وذلك مما ينفِّر الطرف الآخر أحيانًا لعدم وجود اليقين في الكلام الذي يمثل أرضًا هشة لا تصلح لبناء الثقة المنشودة.
ويتبادر إلى أذهان الكثيرين تحديد المعيار اللازم لتوصيف أفضلية المجتمع أو خيرية الأمة، فيقول الكاتب إن معيار ذلك يتمثَّل في مدى اتساع شريحة الأفراد المهتمين بالشأن العام، وأنه كلما زادت اعتبارات الأمة من الهموم الشخصية زاد الوضع الاجتماعي تحسنًا، والنزعة إلى الخير عند المسلمين هي نزعة عامة أوجدها الإسلام فيهم.
والذي يفسر بعض الضعف اليوم هو ضعف المبادرات النفعية أو ضعف التفكير العملي أو عدم خروج الفكرة من حيز الأفكار إلى حيز التطبيق العملي، ودافع الخوف هو الذي يكبِّل الإنسان ويقيِّد حركته حيثما وجَّه قدمه، أو من المحتمل أن هناك من يشغله الخير لكنه لا يعرف كيف يخدم وما النشاط الطوعي المناسب له؟ والحل يكمن في تحريض ذوي الهمة العالية لاستغلال طاقاتهم قبل أن يتم إهدارها فيما لا ينفع وتحديد التجارب والخبرات والتعريف بهم، مما يُثري الشباب ويدعم تحولهم من حالة السكينة والهدوء إلى حالة الإبداع والابتكار.
الفكرة من كتاب محاصرة الشرور
يتناول الكاتب الشرور التي تحاصر المجتمع الإسلامي وتهدِّد ذاته وهوية أبنائه، وما فعلته الحضارة الغربية المادية بعقول المسلمين ويفصِّل الكاتب آثار تلك الحضارة في العالم الإسلامي اليوم، ويذكر ما يناسبنا وما لا يناسبنا ويرسم حلولًا لكل مواجهة من المواجهات التي يتعرَّض لها المجتمع، كما يولي التربية والتنشئة السليمة اهتمامًا شديدًا كمحور أساسي لأي تغيير.
مؤلف كتاب محاصرة الشرور
عبد الكريم بكار: مؤلف سوري، حصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من قسم أصول اللغة بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، تركَّزت مسيرته على تدريس اللغويات ومشتقاتها من أصوات لغوية ولهجات عربية ونحو وصرف وقراءات قرآنية.
يعدُّ أحد المؤلفين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، ويسعى إلى تقديم طرح جديد لمختلف القضايا ذات العلاقة بالحضارة الإسلامية وقضايا النهضة والعمل الدعوي، ومن أشهر كتبه: “مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي”، و”من أجل انطلاقة حضارية شاملة”، و”فصول في التفكير الموضوعي”.