تمارين الاسترخاء
تمارين الاسترخاء
تعين تمارين الاسترخاء الشخص على الاستجابة الهادئة والتصرُّف بعقل وحكمة والسيطرة على انفعالاته كما ينال ثقة الآخرين؛ فالناس تفضِّل التعامل مع الشخص الهادئ، والاسترخاء هو انبساط كامل لكل العضلات ومنع تقلُّصاتها بخلاف الهدوء الظاهري الذي يخفي تحته أعراض التوتر والأفكار الغاضبة وتخيُّلات الصراع الاجتماعي.
يتخذ الاسترخاء أشكالًا متعدِّدة منها: “الاسترخاء التدريجي بالنقيض” لأنه يعتمد على قبض العضلات وبسطها عضوًا فعضوًا في كل مناطق الجسم، ويتم في وضعية الجلوس أو الرقود، وهو يفيد مع الأساليب السلوكية الأخرى للتعامل مع أعراض القلق الاجتماعي واضطرابات النوم والمخاوف المرضية والتخفيف من بعض الأمراض العضوية كارتفاع ضغط الدم والقرحة، وقبيل خلع الأسنان والعمليات الجراحية، ويستغرق التمرين نصف ساعة أو أقل، ويحسن ممارسته مرتين أو أكثر يوميًّا بمعاونة مدرب نفسي في البداية ثم يمكن ممارسته ذاتيًّا أو من شريط مسجَّل.
تأكَّد أنك في وضعية مريحة ومكان هادئ وخالٍ من المشتِّتات والملابس فضفاضة، واستغل قوة الإيحاء في إقناع نفسك بأنك هادئ ومسترخٍ ثم ركِّز مع توجيهات المدرب، وابدأ بعضو واحد -كالذراع- وركز فيه لثوانِ ثم اقبض كل عضلاته بإحكام ولاحظ حالة التوتر في العضو لعشر ثوانٍ، ثم أرخِ العضلات وراقب تغيُّر حالتك بين القبض والبسط وتعمَّق أكثر فأكثر في الاسترخاء، ثم انتقل إلى عضو آخر إلى أن تنتهي من كل جزء في جسمك، وتستشعر حالة النشاط والحيوية في كل جسمك والقدرة على التحكم في مشاعرك وأفعالك، ولا تقلق من دقة الأداء، بل ركِّز على الاسترخاء، ولا تمارس التمرين بعد النوم مباشرةً.
للذين يجدون صعوبة في ممارسة الاسترخاء التصاعدي بالنقيض، وبخاصةٍ عند مزاولة نشاطاتهم، فالأفضل لهم ممارسة الاسترخاء العميق الذي لا يعتمد على شد العضلات، بل يدخل مباشرةً في الاسترخاء ويستخدم إيحاءات لفظية نحو: “أنا مطمئن الآن”، و”أشعر بالراحة تغمرني” مع التنفس بعمق وبطء والتشجيع المستمر على التعمق في الاسترخاء والهدوء، وتخيُّل القلق والأفكار الذهنية تتسرَّب من جسمك، وينبغي ممارسة هذا الأمر على فترات منتظمة وفي ظروف ملائمة.
الفكرة من كتاب السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة
نواجه في حياتنا اليومية الكثير والكثير من الضغوط والقلاقل والمنغِّصات والخبرات السيئة التي تسلبنا الراحة والطمأنينة، وتتغذى على اتزاننا النفسي وصحتنا البدنية والعقلية وتؤثر بالسلب في وظائفنا المهنية وأدوارنا الاجتماعية، والأهم من ذلك أنها تحرمنا الشعور بالسعادة والاستمتاع بالحياة والرضا عنها، وقديمًا قال الشاعر العربي: “كلُّ ابنِ همٍّ بليةٌ عمياءُ”.. ويقدم لنا الدكتور عبد الستار إبراهيم -بخبرته الطويلة- توصيفًا لمشكلات القلق والاكتئاب والانزواء على الذات واضطراب العلاقات الاجتماعية، ويطرح أساليب مُجَرَّبة لتحسين حياتنا ومواجهة مشاكلها ومنغصاتها لفتح النوافذ أمام نسمات السكينة والاطمئنان والسعادة.
مؤلف كتاب السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة
الدكتور عبد الستار إبراهيم: أستاذ العلوم النفسية واستشاري الصحة النفسية والعلاج النفسي بالمركز الطبي التابع لجامعة الملك فهد، وزميل بكثير من الجمعيات العلمية العالمية في علم النفس والصحة النفسية كالجمعية النفسية الأمريكية، وأكاديمية العلوم والفنون والآداب بولاية ميشجان، وجمعية الصحة العقلية التابعة لمنظمة الصحة الدولية، وقد وُلِد في قرية الزينية بالأقصر، وتخرج في قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس ١٩٦٢، ونال الدكتوراه في علم النفس من جامعة القاهرة ١٩٧٢، ونشر كثيرًا من الكتب والأبحاث الجامعية والثقافية وعلم النفس والعلاج النفسي للقارئ العام والمتخصص، ومُنِح كثيرًا من الجوائز التقديرية والشرفية من مؤسسات أمريكية وبريطانية.
من مؤلفاته:
– القلق قيود من الوهم.
– الحكمة الضائعة.. الإبداع والاضطراب النفسي والمجتمع.