تكوين مَلَكة القراءة
تكوين مَلَكة القراءة
إذا توقف الإنسان ليسأل نفسه: لماذا لا أقرأ بانتظام؟ فقد يُرجِع السببَ إلى العديد من العوامل الخارجية التي تعيق اكتساب عادة القراءة، مثل ضغوط العمل والدراسة والأهل والأصدقاء وكثرة المشتتات، وغير ذلك الكثير، ولكن، هل ستُحل المشكلة إن تخلَّص من هذه الأسباب؟ إن العائق الأساسي لصدودنا عن القراءة نابع من داخلنا، من قصور عزيمتنا عن تكوين عادة ثابتة للقراءة مهما كانت الملهيات الخارجية.
يجب في البداية أن نجتاز العقبة النفسية التي تنفِّرنا من القراءة، وأن نقنع ذواتنا أننا قادرون على القراءة والصبر عليها، فالعامل النفسي أقوى العوامل المعينة على الاستمرار وبناء العادات، ثم أن يجد الإنسان دافعًا يحفِّزه على القراءة كلما فترت نفسه، ولا يوجد حافز أفضل من تذكر فضل طلب العلم وأنه من خير العبادات التي تعود على صاحبها بالنفع في الدنيا والآخرة.
إن تكوين أي عادة في بدايته شاق وعسير، لذلك يفضل أن ييسر القارئ الأمر على نفسه فيبدأ بالكتب السهلة والصغيرة ليكون إنجازها دافعًا له على بذل المزيد، ومن أفضل الوسائل المشجعة على الانتظام في القراءة القراءة الجماعية، كأن يلتقي مجموعة من القراءة على فترات زمنية ليقرؤوا الكتب معًا، ويتناقشوا في أفكارها الرئيسة وأوجه القصور فيها ويستخلصوا منها الفوائد وغير ذلك، فيكتسب الشخص عادة القراءة بالإضافة إلى مهارات النقاش والعرض والتحليل والمهارات الاجتماعية وغيرها.
ولأنه لا شيء بلا ثمن، فيجب أن يقتطع الإنسان من ماله مبلغًا معلومًا لشراء الكتب، فوجود الكتاب أمامه يحمس على قراءته، ويجب عليه أن يقتطع من وقته زمنًا معلومًا للقراءة ويحاول جاهدًا الالتزام به، وأن يستغل أوقات الانتظار والسفر في القراءة.
الفكرة من كتاب قراءة القراءة
قد تكون القراءة من أصعب المهام التي يؤديها الإنسان، وهذا صحيح إلى حد كبير، لما تتطلبه من وقت وتركيز وتفكير، لكنها، في الوقت نفسه، الطريق الوحيد في أحيان كثيرة نحو الترقي والفهم؛ القراءة هي كلمة السر التي تفتح لك مغارات الكنوز في هذا العقل البشري، فهل تستطيع صبرًا؟
في هذا الكتاب يقدم الكاتب خطة عمل تطبيقية لكل مرحلة من مراحل القراءة، من تكوين عادة القراءة إلى العمل والانتفاع بما قرأته.
مؤلف كتاب قراءة القراءة
الدكتور فهد بن صالح الحمود الأستاذ المشارك بقسم الفقه بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم، تولى إدارة مركز البحوث الشرعية بالكلية، وكان عضوًا في مجلس إدارة الجمعية العلمية للمصرفية الإسلامية، واللجنة الشرعية لإعداد مشروع مدونة الأحكام القضائية.