تكنولوجيا تأديب الأطفال
تكنولوجيا تأديب الأطفال
يقول الكاتب عن تكنولوجيا التأديب كما يراها الوالد المعاصر عنده إن “التأديب نوع من التكنولوجيا، وأن كل المطلوب هو إجادة التقنيات، مثل المنع من اللعب لفترة والحرمان من امتيازات معيَّنة وتدوين لائحة بالذنوب وما شابه ذلك، لكن الأمر مختلف تمامًا، فالتأديب لا يتكوَّن أساسًا من مجموعة تقنيات أو أساليب تُستخدم بصورة ملائمة”، فالعقاب أو التأديب حتى لا يتعلَّق بفترة زمنية معينة أو نمط معين من أساليب العقاب، بل هو سلوك موجَّه من الوالدين للطفل، فيه نوع من الحزم والصرامة في الحديث بتوجيهات محدَّدة ومباشرة حين يخطيء مع الهدوء والثقة التي يجب أن تظهر على لغة الجسد، حين تتبع مع طفلك نظام التعليم والتوجيه بحُب لتصحيح سلوك خاطئ ينتج عنه قيادة مُحبَّة للطفل وتصحيح سلوك، ويجعله يثق بك ويمنعه من التمرد على الرغم من سهولة تمرُّده عليك.
كما أن كل طفل له نمطية فكرية مميزة عن الآخر، لذا ففي مرحلة النمو المبكرة عنده ستجده لا يفرِّق بين الرغبة والحاجة، فعندها يقرِّر الوالدان قدر حاجته، ويحاولان أن يقرِّرا بدلًا عنه مثل أن يقرِّرا نوع وقدر المساعدة التي يحتاج إليها طفلهم لإتمام واجباته المدرسية، ويوفِّرون له مستوًى ماديًّا معينًا حسب حاجته، ووضع قواعد في المنزل يتبعها مثل موعد النوم والطعام وموعد المذاكرة، وقدر الحرية التي يحتاجها والامتيازات، ونتائج تصرفاته في الصغر التي يسيطرون عليها، وفي الكبر يأخذ قدرًا أكبر من الحرية، لذا من المهم جدًّا وضع أسس للتأديب الفعال منذ الصغر.
والوالدان يستطيعان السيطرة على أول عامين من حياة طفلهما وذلك لاتكاله التام عليهما في كل فعل، وهناك أفعال يستطيعون السيطرة عليهم فيها فيما بعد وهناك أفعال لا، لأن الحقيقة الأولية أن المُسيطِر الأول على سلوك الطفل هو الطفل نفسه، ويجب الإقرار أن التأديب الفعال هو عملية قيادية أكثر من كونه عقابًا يُحاط بحصن متين ينتج عنه تربية سوية فعالة للطفل عن طريق الحوار والحب وراء كل فعل والاحترام المتبادل والحزم في بعض الأمور.
الفكرة من كتاب كيف نبني العائلة.. المبادئ الأساسية الخمسة للتربية الفعالة للأطفال
التربية عمل مقدس، بل هو تكليف وتشريف للوالدين في آنٍ واحد، لكن قلَّما تجد من يقوم بهذا العمل دون ضجيج حوله أو شكوى مُبعثرة في كل أحاديثه، وهذا يدل على شيء واحد، وهو اختلال الأولويات المطروحة اليوم عند الوالدين وبخاصةٍ ما بعد الحداثة، ففي الماضي كانت التربية عملية جميلة صعبة ربما في أوقات كثيرة لكنها ليست مستحيلة عند الوالدين ولا يتذمَّران تجاهها طوال الوقت، بل يواجهان الصعاب في صمت أو على هيئة سؤال لمن يكبرهم سنًّا فحسب، أما اليوم فتجد برامج مُعدَّة واستشاريين أسريين وتربويين ومدارس ومراكز تدريب وتأهيل للوالدين والأطفال، وعلى الرغم من كل هذا المتاح المتعدد فإن التربية تظل مُشكلة كبيرة يختلف عليها أفراد المجتمع فيما بينهم، وهذا ما يوضحه لنا الكاتب من خلال مبادئ حول التربية والأسرة ورعاية الأطفال.
مؤلف كتاب كيف نبني العائلة.. المبادئ الأساسية الخمسة للتربية الفعالة للأطفال
جون روزموند: من مواليد 25 نوفمبر 1947، وكاتب عمود أمريكي ومتحدث عام ومؤلف عن الأبوة والأمومة، واختصاصي في علم النفس العائلي، وتم نشر عموده الأسبوعي حول الأبوة والأمومة في ما يقرب من 225 صحيفة، وقد قام بتأليف 15 كتابًا حول هذا الموضوع، تدور أفكاره حول سلطة الوالدين وتأديب الأطفال، نشأ روزموند في تشارلستون، ساوث كارولينا، وضواحي شيكاغو، التحق بجامعة ويسترن إلينوي وتخرج عام 1971 بدرجة الماجستير (MS) في علم نفس المجتمع.
له عدة مؤلفات منها:
“The New Six-Point Plan for Raising Happy, Healthy Children” –
.”Parenting by The Book : Biblical Wisdom for Raising Your Child”-
-Grandma Was Right after All!: Practical Parenting Wisdom from the Good Old Days.
-Parent-Babble: How Parents Can Recover from Fifty Years of Bad Expert Advice.
معلومات عن المُترجم:
سعيد العظم: ترجم عدة مؤلفات منها: رواية “فهرنهايت 451” للكاتب الأمريكي راي برادبري، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا.