تكنولوجيا الاتصال والسياسة
تكنولوجيا الاتصال والسياسة
في الخامس عشر من يوليو من عام 2016 جرت محاولة انقلاب فاشلة في الجمهورية التركية ضد حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، وقد بذل المتآمرون كل ما في وسعهم من أجل إيقاف الاتصالات الهاتفية والسيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون المحلي، وبعد أن ظنوا أن كل الخيوط باتت في أيديهم حدث شيءٌ غير متوقع أدى إلى قلب الموازين على الأرض، إنها تكنولوجيا الاتصال! حيث خرج الرئيس التركي على شاشة الإعلام الخاص عبر تطبيق سكايب يدعو الجماهير التركية إلى النزول إلى الشوارع فكانت تلك الحادثة بمثابة قُبلة الحياة بعد أن انتشرت الشائعات بالقبض على الرئيس أو لجوئه إلى إحدى الدول.
فلا شك أن تكنولوجيا الاتصال الحالية غيَّرت الواقع البشري في كل المجالات تقريبًا، ولا سيما الواقع السياسي، فمن مجتمع قائم على الديمقراطية النيابية في عصر الصناعة إلى عصر جديد يقوم على الديمقراطية الشعبية والمشاركة في اتخاذ القرارات والاسترشاد بالرأي العام، فكم دفعت الشعوب الحكومات نحو اتخاذ بعض القرارات ولو من أجل إسكات الشعوب أو معالجة حالة الغليان، منعًا من تفجُّر الأوضاع كما حدث إبَّان حركات الربيع العربي، حيث كانت وسائل الاتصال والإعلام الرقمي هي سيدة الموقف بلا منازع.
وأصبحنا ندلف إلى ما يمكن تسميته بعصر الديمقراطية الرقمية، فمن ناحية أسهمت الوسائل الرقمية في توسيع قاعدة المشاركة السياسية عبر وسائل التصويت الإلكتروني، كما مثَّلت جسر تواصل بين الأحزاب السياسية وأعضائها، ولذا فغالبًا ما يستخدمها المرشحون في أعمال الدعاية والإعلان وطرح برامجهم الانتخابية، كذلك تؤدي تلك التطبيقات نوعًا من العملية الرقابية على أداء الحكومات والمسؤولين، فاليوم يكفي فقط أن تلتقط صورة أو تكتب خبرًا حتى يصل إلى الجميع في لحظات، ومن ثم توجيه الرأي العام ناحية قضية ما.
الفكرة من كتاب تكنولوجيا الاتصال.. قضايا معاصرة
من الصعب أن تسير عكس التيار وأن تنتقد ما يتفق الجميع على مدحه، فرغم العديد من المؤلفات التي تناولت الثورة التكنولوجية الحادثة اليوم بالمدح وأثرها في الواقع البشري، يبقى لهذا الكتاب ميزة فريدة، وهي الرؤية النقدية التي انطبعت على أغلب فصول الكتاب، حيث يعرض الإيجابيات والسلبيات والمخاطر المحتملة، وتأثيرات عالم الاتصالات الحديث في المرأة والطفل والإعلام والسياسة والحروب.
مؤلف كتاب تكنولوجيا الاتصال.. قضايا معاصرة
الدكتور شريف درويش اللبان: ولد في عام 1965، وحصل على بكالوريوس الإعلام من قسم الصحافة بجامعة القاهرة عام 1987 بتقدير جيد جدًّا مع مرتبة الشرف، فعُيِّن معيدًا بكلية الإعلام في العام نفسه، ثم مدرسًا مساعدًا بعد حصوله على درجة الماجستير في العام 1990، وبعد حصوله على درجة الدكتوراه تمَّت ترقيته مدرسًا في عام 1994، وأستاذًا مساعدًا في عام 1999.
حصل على العديد من الجوائز، ومنها جائزة جامعة القاهرة التشجيعية للبحوث العلمية عام 1997، وجائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية عام 2000، وله العديد من الأبحاث المنشورة في الدوريات العلمية، كما أنه مؤلف كتاب “تكنولوجيا الاتصال.. قضايا معاصرة”.