تكريم الجنس البشري
تكريم الجنس البشري
حين يكون الإنسان على علم بنفسه وطبيعتها، فقد قطع مسافة كبيرة في طريق تحقيق الغاية التي خُلق من أجلها، ولهذا ذكر الله (عزَّ وجل) لنا في القرآن قصة بداية الإنسان، قصة خلق آدم (عليه السلام) التي من خلالها لو تأمَّل الناظر لأدرك الكثير من الحقائق التي تختصر عليه الطريق، ولأدرك العقبات التي ستواجهه وكيف يتعامل معها، وكيف لهذه القصة الأثر الكبير في بناء المعايير الحقيقية التي تقوم عليها الإنسانية.
إن الله (سبحانه وتعالى) وهب آدم (عليه السلام) ملكات لم تكن حتى لدى الملائكة، ومن أهم تلك الملكات هي قابليته للتعلُّم ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾، فصار آدم قادرًا على الكلام والتعبير والبيان ووصف كل ما يراه أو يفعله، كما أن القصة تفتح أبصارنا إلى أهمية التواضع والاستسلام أمام أمر الله، فها هو إبليس طُرد من رحمة الله لأنه اعتمد على القياس ففضَّل نفسه على آدم، فاستكبر وأعرض عن أمر ربِّه، فكُل أمر الله (عز وجل) فيه من الحكمة ما يعلمه أحد إلا من فُتح عليه بالفهم والعلم.
ومنذ أن استكبر إبليس صار العدو الأول لآدم وذريته، فوسوس لآدم وزجته للأكل من الشجرة، ولكن سرعان ما أدركوا خطأهم وأنابوا إلى الله واستغفروه، فغفر الله (عز وجل) لآدم لأن خطيئته كانت نتيجة ضعف، أما إبليس فإنه رد أمر الله، فآدم ليس كإبليس، نعم قد نخطئ لكن الأهم هو سرعة التذكرة والعودة.
فدون هذه القصة لا يمكن أن يدرك الإنسان معنى إنسانيته، وهدف وجوده على الأرض، الأمر المُقابل هو ما قامت عليه أوروبا حين تعاملت مع الإنسان على أساس نظرية داروين، فقامت باحتلال بلاد الآخرين وسرقوا موارد أرضهم، لأنهم يؤمنون بالانتخاب الطبيعي وأن الجنس الأبيض مُقدَّم على ما سواه، فاستخدمت هذه النظرية لتبرير النازية والفاشية وتنظيم التزاوج وقصرها على الأقوياء والأصحاء والأذكياء.
الفكرة من كتاب القرآن مصدر قوَّة الأمة
تتصارع الأمم لتكون هي القوَّة الأولى في العالم، فتوظف الأمَّة كل القوى لتحقيق ذلك المطلب، ولكن بين كُل القوى التي توظفها، هناك قوَّة مركزية حقيقية غائبة عن الأمم، ولا توجد إلا في الأمَّة الإسلامية، وهي القوة التي يبنيها القرآن الكريم على نحو مُميَّز في نفوس المؤمنين العاملين بالقرآن، فالقرآن مصدر القوَّة للأمة وهو الذي سيوحدها مرة أخرى، ويعيد إليها وظيفتها الحضارية ودورها العالمي، وفي هذا الكتاب تمهيد لهذه المرحلة عن طريق تصحيح المفاهيم وإعادة ضبط البوصلة.
مؤلف كتاب القرآن مصدر قوَّة الأمة
سليمان سالم صالح، مصري الجنسية، وُلد سنة 1959 في محافظة شمال سيناء، أستاذ الصحافة والإعلام الدولي بكلية الإعلام جامعة القاهرة، حصل على درجة الدكتوراه في الإعلام، وشغل منصب أستاذ الاتصال الجماهيري بجامعة قطر قسم الإعلام والمعلومات، ثم جامعة الشارقة كلية الاتصال، وحصل على جائزة أفضل بحث علمي عن التلفزيون التعليمي وآفاق المستقبل من جامعة قطر سنة 2006.
من مؤلفاته:
نظريات القيادة
وسائل الإعلام والرأي العام.
وسائل الإعلام وإدارة الصراع العالمي.
الأسس العلمية لإعداد قادة المستقبل.