تقنيات مُجتمع ما بعد المعلومات
تقنيات مُجتمع ما بعد المعلومات
هناك عديد من القوى الدافعة للتحول نحو “مجتمع ما بعد المعلومات”، وكثير منها كان حجر الأساس لتدشين “مجتمع المعلومات” الذي نعيشه الآن، ولكنها بالطبع ستخضع لعديد من التحديثات داخل المجتمع الجديد، لأنها ستكون أرخص وأكثر كفاءة وأسهل في الاستخدام. ويعد “الذكاء الاصطناعي” واحدًا من تلك القوى، وهو مصطلح يصف علم هندسة وإنشاء الآلات الذكية القادرة على اكتساب المعلومات وتحليلها واتخاذ القرارات بناءً على عملية التحليل تلك.
يظهر الذكاء الاصطناعي في المدن المتقدمة في عدة تقنيات، من أبرزها الرُوبوتكس Robotics، وهو أحد فروع التكنولوجيا المعني بتصميم وبرمجة الروبوتات وفق منطق بشري، وتعد طائرات “الدرونز Drones” إحدى نماذج الرُوبوتكس، وهي طائرات تحلق ذاتيًّا دون طيار، وتستخدم في توصيل الطرود والأطعمة أو في التصوير الفوتوجرافي وغيرها من الاستخدامات.
وبجانب تلك المميزات، يطرح الذكاء الاصطناعي عديدًا من التهديدات على مختلف الأصعدة، فعلى الصعيد الاقتصادي سيؤثر الذكاء الاصطناعي في زيادة حجم البطالة، خصوصًا في مجال صناعة السيارات والأدوات الكهربائية، بالإضافة إلى مجال خدمة العملاء.
ومن الناحية الأمنية، يمكن أن تشكل تقنيات الذكاء الاصطناعي، كطائرات الدرونز والروبوتات الذاتية التشغيل، تهديدًا لحياة الإنسان، خصوصًا عندما تقع في أيدي أشخاص خطرين، إذ يمكن حمل الأسلحة والمتفجرات عليها، واستخدامها في عمليات التجسس والمراقبة.
وعلى غرار الحديث عن تقنيات مُجتمع ما بعد المعلومات، يأتي ذِكر واحدة من التقنيات التي أضحت أمرًا أساسيًّا في كثير من الصناعات، وهي “الطابعات الثلاثية الأبعاد”، ويتزايد الاهتمام بتلك الطابعات مؤخرًا في مختلف الصناعات بسبب سرعة عملية الإنتاج وكفاءتها، فعلى سبيل المثال، بَنَت شركة صينية 10 منازل مكونة من طابق واحد باستخدام الطابعات الثلاثية الأبعاد مستخدمة الأسمنت وخليطًا من المواد المعاد تدويرها للبناء. وعلى الجانب الآخر يمكن أن تستخدم تلك الطابعات في صناعة الأسلحة، والطائرات من دون طيار في أي وقت وبكل سهولة، كما يمكن استخدامها لخلق نسخ مزيفة من الأختام والمفاتيح.
الفكرة من كتاب مُجتمع ما بعد المعلومات: تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي
يشهد العالم تغيرًا تقنيًّا جديدًا بقيادة الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وسلاسل الكتل، والعملات الافتراضية، والطابعات الثلاثية الأبعاد وعديد من التقنيات الأخرى التي تبشر بقدوم الثورة الصناعية الرابعة، ومجتمع جديد يمكن أن نطلق عليه اسم “مُجتمع الذكاء الاصطناعي” أو “مُجتمع ما بعد المعلومات”، وستندمج فيه الآلة مع عقل الإنسان، وسيكون “الإنترنت” عموده الفقري.
ومع بزوغ فجر المُجتمع الجديد، سيكون مصير البشرية موضع تساؤل.. كيف سيبدو المستقبل في ظل هذه التقنيات؟ وما الآثار المترتبة على زيادة الاعتماد على هذه التقنيات على المستوى الوطني والأمني؟ وكيف أثرت هذه التقنيات الجديدة في إعادة صياغة مفاهيم القوة والحرب والردع في العلاقات الدولية؟ وغيرها من الأسئلة التي يحاول كتابنا تقديم الإجابة عنها.
مؤلف كتاب مُجتمع ما بعد المعلومات: تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي
إيهاب خليفة: هو رئيس قسم التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في أبو ظبي، وباحث دكتوراه في إدارة المدن الذكية، وباحث سابق بمجلس الوزراء المصري.
تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 2009م، ونُشر له عديد من الأبحاث العلمية باللغتين العربية والإنجليزية، حول الحروب السيبرانية، والتهديدات والتحديات الناجمة عن الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
نُشر له كتابان آخران هما:
القوة الإلكترونية، كيف يمكن للدول أن تدير شؤونها في عصر الإنترنت؟
حروب مواقع التواصل الاجتماعي.