تقدير الذات وقيمة الذات
تقدير الذات وقيمة الذات
“التقدير” هو أحد مراحل تكوين المفاهيم العقلية الشاملة تجاه الأشياء، وهو بداية إدراك الكائن الحي ذاته ووجوده، وحسب التقدير يتكون المفهوم فيتكون الشعور والسلوك تجاه الشيء المعين، وينقسم التقدير إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي: تقدير الذات، وتقدير ما حول الذات، وتقدير الموقف، ويمكن توضيح ذلك في مثال كالتالي: تخيل غزالًا في البرية يواجه أسدًا، فيقوم الغزال بتحليل الأسد وحساب صفاته وقدراته والخطر القادم منه، وهذا هو تقدير ما حول الذات، ثم يقوم الغزال بتقدير صفات ذاته وإمكانياتها وهذا ما يمثل تقدير الذات، بينما تقدير الموقف هو معرفة معطيات الموقف الذي هو فيه، وبناءً عليه يتخذ الغزال سلوكه المناسب المتمثل في الهروب، وهكذا فالجميع يتخذون سلوكياتهم بناءً على تقديراتهم التي تُكوِّن مفاهيمهم الشاملة تجاه الأمور المختلفة.
ويجب علينا التفريق بين تقدير الذات وقيمة الذات، فتقدير الذات يبدأ منذ أن يولد الطفل ويبدأ بمعرفة ذاته وما حوله، فيحسب الفرد صفاته وإمكانياته، وكل ذلك في سبيل حاجته إلى تحقيق قيمته وأهميته، كما أن تقدير الفرد لصفاته وإمكانياته سواء بالسلب أم الإيجاب لا يشترط انزعاجه أو سعادته، فتجد شخصًا يعرف بأنه غير جيد في قدرة معينة كحل المعادلات الرياضية ومع ذلك لا ينزعج من سوئه بهذه القدرة على الإطلاق، كون هذه الصفة لا تمثل قيمة لذاته من وجهة نظره، بينما تقدير قيمة الذات يشترط انزعاجه أو سعادته، كونها تمثل أهمية الفرد ومكانته تجاه ذاته، كأن يُسيء إليك شخص ما، فتشعر بالانزعاج لأنه ضرَّ قيمتك الذاتية إلا إن كان ذلك الفرد لا يمثل لك أي قيمة.
والقيمة الذاتية ترتبط بالمشاعر بشكل مباشر، فالفرد يخاف على قيمته وما يتعلق بها ومن ثم يقلق ويغضب لأجلها، ولذلك فهو في سعي دائم لتحقيقها ليحصل على المشاعر الحسنة الناتجة عن ذلك، كما أن القيمة الذاتية للفرد هي ما تدفعه للظن بأنه مميز تجاه ذاته وهذا طبيعي، وعندما تتضرر قيمة الشخص لذاته يسعى لتعويض ضررها حسب تقديراته، وباستخدام أساليب قد تكون سوية أو غير سوية.
الفكرة من كتاب تساؤلات نفسية
من منا لا يتساءل؟ لا أحد، إذ يدور بذهن الجميع العديد من الأسئلة، فقد خُلق الإنسان ووقوده الدافع لوجوده في الحياة هو التساؤلات، ولأننا نعيش في عالمٍ متعدد الجوانب نراه من منظورنا الخاص، تجدنا نبحث فيه عن إجابة للعديد من الأسئلة التي قد تتنوع بين: لماذا لا نشعر بالرضا؟ ولماذا لسنا قنوعين؟ لماذا لا نعيش حياتنا كما هي؟ ولماذا نفعل ما نفعل بشكل عام؟ ولأننا جميعًا نبحث عن إجابات لمثل هذه التساؤلات النفسية، جاء إلينا هذا الكتاب، ليوضح لنا تفسير السلوك البشري والدوافع التي تسيطر عليه، والحاجات التي يرغب في إشباعها، وسيصطحبنا الكاتب في رحلةٍ لتعرُّف ذواتنا، وكيفية حبها، والشعور بالرضا والسعادة تجاهها.
مؤلف كتاب تساؤلات نفسية
عبدالله إبراهيم المانع: كاتب سعودي حاصل على بكالوريوس علم النفس الإكلينيكي من كلية التربية عام 2013، ويعد هذا الكتاب هو الكتاب الوحيد المطبوع من أعماله حاليًّا.