تفسير عدم استبصار المريض بحالته
تفسير عدم استبصار المريض بحالته
يمكن تفسير عدم استبصار المريض بالخلل العقلي الذي يسبب الأعراض الأخرى للاضطراب، وللتأكد من ذلك أجرى الكاتب دراسة بالتعاون مع زملائه، افترضوا فيها أن اختلال العقل هو الذي يسبب نقص الوعي لدى المرضى العقليين، وتوصلوا إلى أن دوائر المخ المسؤولة عن مفهوم الذات يُصيبها الاضطراب لدى هؤلاء المرضى، إذ يتسبب الخلل العصبي لديهم في عدم تغير مفهومهم عن ذواتهم بمرور الوقت، ويستمرون في الاعتقاد بأن قدراتهم وإمكانياتهم تكون في نفس مستواها قبل إصابتهم بالمرض، ولذلك يرفض المريض أي دليل يتعارض مع ما يعتقده عن نفسه.
توجد متلازمة عصبية يمكن أن يُصاب بها المرضى بأمراض عصبية تسمى “عَمَه العاهة” Anosognosia وتعني عدم إدراك الخلل وأعراض المرض، فيقدم المرضى أسبابًا غريبة لأعراضهم لنفي إصابتهم بالمرض، وهذه الحالة المرضية تشبه عدم الاستبصار بالمرض لدى المرضى العقليين، لأن المريض العقلي يقدم تبريرات مشابهة ليُثبت أنه ليس مريضًا، كما تتشابه معها في وجود بعض جوانب الوعي وإدارك بعض الأعراض وإغفال أعراض أخرى، كما أن لديهم خللًا في الفص الأمامي من المخ، الذي يصيبه الاضطراب أيضًا في الأمراض العقلية، وكل ذلك يُؤيد أن عدم استبصار المريض ورفضه للعلاج يرجع إلى خلل وأنه لا يفعل ذلك بدافع العناد أو الإنكار.
يختلف الإنكار عن عمه العاهة بأن عمه العاهة يستمر لشهور وسنوات، وأن المريض يظل متمسكًا باعتقاده حتى بعد ظهور الأدلة التي تتعارض معه، وتتسم تبريراته بعدم المنطقية، وجميع هذه النتائج تزيد من الأمل في إمكانية مساعدة المريض، وذلك بإدراك أن ما تتم مقاومته هو الخلل العصبي وليس المريض نفسه، مما يسهم في بناء علاقة تعاون مع المريض، وقبول المريض للمساعدة، ومع هذه الحالات يمكن استخدام العلاج التأهيلي المعرفي وهو فعال في مساعدة المريض على الاستبصار بالمرض واكتساب مهارات ضرورية لقبول العلاج.
الفكرة من كتاب لست مريضًا لا أحتاج المساعدة: كيف تساعد شخصًا مريضًا نفسيًا بقبول العلاج
قد يمرض الشخص فيضطرب سلوكه وتفكيره ويرى هلاوس ويتفاعل معها، ويؤمن إيمانًا راسخًا بأفكار ويتصرف وفقًا لها، وعندما تقترح عليه اللجوء إلى طبيب والحصول على المساعدة يرفض ويرى أنك أنت المريض الذي يحتاج إلى العلاج!
مر دكتور خافيير أمادور بخبرة مشابهة مع أخيه هنري الذي كان مصابًا بمرضٍ عقلي، لينتج عن محاولاته المتكررة لإقناع أخيه بالعلاج بجانب خبرته الطويلة في العلاج النفسي وَضْع طريقة يستخدمها غيره من المختصين بالصحة النفسية وعائلات المرضى العقليين أو مرضى الذهان.
مؤلف كتاب لست مريضًا لا أحتاج المساعدة: كيف تساعد شخصًا مريضًا نفسيًا بقبول العلاج
خافيير أمادور:اختصاصي نفسي إكلنيكي ومعالج نفسي، تبلغ خبرته ثلاثين عامًا، أستاذ الطب النفسى وعلم النفس الإكلينيكي بجامعة كولومبيا، تولى منصب رئيس الأبحاث في الاتحاد الوطني للأمراض العقلية، ورئيس قسم علم النفس في معهد ولاية نيويورك للطب النفسي، ومساعد رئيسي في إعداد الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، استفاد المعهد القومي للأمراض النفسية ووزارة العدل الأمريكية من مشورته، كما أسس معهد ليب للبحث والتدريب، وقدم الكثير من المحاضرات والورش في العديد من الدول، وشارك في العديد من البرامج التلفزيونية، كان له العديد من الإسهامات العلمية إذ نشر الكثير من البحوث العلمية، وألف كتبًا تمت ترجمة بعضها إلى ما يزيد على ٢٠ لغة.
من مؤلفاته: “البصيرة والذهان: الوعي بمرض انفصام الشخصية والاضطرابات المتعلقة بها”، “عندما يقع الشخص في الحب يكتئب: كيفية المساعدة بدون أن تخسر نفسك” – “وحيد في عالم من الأزواج”.