تفاصيل كُل خُطوة من خطوات التواصل
تفاصيل كُل خُطوة من خطوات التواصل
في الخطوة الأولى وهي المُلاحظة لا بدَّ أن نُفرِّق بين الملاحظة والتقييم، فنحن بحاجة أن نلاحظ ما نراه أو نسمعه أو نلمسه ويؤثر في إحساسنا، ولكن دون إضافة أي تقييم، فمثلًا أن نقول “ابني يسوِّف دائمًا” هذا يعني أننا قيَّمنا الابن، فالأفضل هو قول “لا يذاكر ابني إلا في الليلة السابقة للامتحان”، وذلك لأن المُبالغات غالبًا ما تُحفِّز المواقف الدفاعية، بدلًا من إثارة العاطفة، فالصحيح هو تجنُّب التعميمات، وربط الملاحظات بتوقيت وسياق محددين.
أما الخطوة الثانية فهي التعبير عن مشاعرنا، وذلك من خلال التدريب على أن اكتساب المفردات المطلوبة للتعبير التي تمكننا من تحديد أحاسيسنا بوضوح، ويجب أن نفرِّق بين الكلمات التي تعبّر عن مشاعر حقيقية، وتلك التي تصف “ما نعتقد أننا نشعر به”، كأن يقول أحدهم “أشعر أنني لست ماهرًا في العزف على الجيتار”، فهذه الجملة لا تُعبّر عن المشاعر، فالأصح هو قول “أشعر بخيبة أمل في نفسي كعازف جيتار”، فمن المفيد أن نستخدم كلمات تشير إلى أحاسيس محددة وواضحة، بدلًا من الغموض والعموم.
والخطوة الثالثة وهي الكشف عن احتياجنا الحقيقي، وذلك من خلال الاعتراف بالدافع الحقيقي وراء مشاعرنا التي تنشأ عن الطريقة التي نختار بها الاستجابة لما يقوله أو يفعله الآخرون، كما تنشأ كذلك عن احتياجاتنا وتوقعاتنا في تلك اللحظة، فمثلًا حين يعطينا أحد رسالة سلبية فأمامنا أحد الخيارات: إما أن نأخذ حكم الآخرين علينا على أنه أمر مُسلَّم به، ونلوم أنفسنا، وهذا الخيار يكون على حساب تقديرنا لذواتنا فنشعر بالخجل أو الإحباط، وإما ننتقد المتكلِّم ونشعر بالغضب، أو أن نُركِّز حقًّا على مشاعرنا واحتياجاتنا الخاصة فنصبح على وعي بأن ما نشعر به حاليًّا من جرح المشاعر ينبع من حاجتنا إلى التقدير، أو أننا نُركز على إدراك مشاعرنا واحتياجات الطرف الآخر وهذه هي الحالة الأكمل، فنُعبِّر عن حاجتنا على نحو صريح، فيصبح من السهل على الآخر الاستجابة بتعاطف.
والتعبير عن الحاجة يكون بالطلب، ويجب أن نعبر عما نريده من الآخرين، لا عما نريد من الآخرين التوقف عن فعلها، كما أن الأفضل نتجنب الصياغة العامة أو المبهمة، وهذه هي الخطوة الرابعة وبهذا تتم عملية التواصل.
الفكرة من كتاب التواصل غير العنيف
في أغلب الأوقات لا نعترف بالعنف الذي بداخلنا لأننا نجهل صورته الحقيقية، فالعنف بالنسبة إلينا يقتصر على الشجار والقتل والضرب، وهذه أشياء لا يفعلها الأشخاص العاديون، لكن بالنظر الدقيق نلاحظ أن العنف لا يقتصر على الأجساد والماديات فحسب، بل إنه أوسع من ذلك.
ونحن نسأل أنفسنا: كيف يُمكننا تربية نفوسنا على الحب والتفاهم والتقدير دون تكلُّف أو ضغط؟ وهل حقًّا حتى نستطيع النجاة في هذا العالم القاسي لا بدَّ أن نصبح قُساة أيضًا؟ ولكن هذا العالم هو الذي صنعناه، فلو أننا غيَّرنا أنفسنا، وغيَّرنا أساليبنا ولغتنا، سنخلق عالمًا تسوده الرحمة والتعاطف، وهذا ما يُقدِّمه لنا هذا الكتاب، فمن خلاله يُبيّن لنا الكاتب كيف يمكن تجاوز كل الأمور التي قد تتسبَّب في خلق حالة العنف التي نخسر أمامها الكثير.
مؤلف كتاب التواصل غير العنيف
مارشال بي. روزنبرج Marshall B. Rosenberg: كاتب وعالم نفس أمريكي، حصل على الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي من جامعة ويسكنسون، وهو مؤسس ومُدير الخدمات التعليمية بمركز التواصل غير العنيف، وهي مؤسسة دولية لصنع السلام، حاز جائزة جسر السلام، وجائزة Light of God expressing award الدولية، كما أنه درَّس التواصل غير العنيف في مئات المجتمعات والمؤتمرات، وفي أكثر الدول فقرًا وتمزقًّا بسبب الحروب.
من أهم كتبه وأعماله:
Being Me, Loving You
Speak Peace in a World of Conflict
Raising Children Compassionately
The Surprising Purpose of Anger