تفادي الكارثة
تفادي الكارثة
هناك حقيقة في الاقتصاد مفادها أن ما من مشكلة إلا ولها حل ولكن أيضًا ما من حل لمشكلة اقتصادية ما إلا وله تكلفة، وهنا يصبح لزامًا على الدول التي تواجه مشكلات اقتصادية أن تعلم أن ما تتخذه من إجراءات اليوم سيحدِّد على نحو كبير مستقبلها غدًا.
وبدايةً بعد إدراك المشكلة بأبعادها تكمن الخطوة الأولى في إسعاف الاقتصاد هي وقف النزيف بأي طريقة ممكنة، أي إصلاح ما يمكن إصلاحه على وجه السرعة حتى لو تطلَّب الأمر تفعيل حالة اقتصاد الحرب بالبلاد.
فمع مشكلات التضخُّم والبطالة وازدياد المديونية أصبحت الطبقة الوسطى تتجه بوتيرة متسارعة ناحية الطبقة الفقيرة حتى تكاد تختفي وتتلاشى قريبًا إن لم يتم تدارك الأمر على وجه السرعة، وقبل خوض معركة الإصلاح الاقتصادي تلك يتطلَّب الأمر قيادة سياسية موحَّدة على قدر المسؤولية، إضافة إلى استعداد المواطنين للتضحية وجيش من جنرالات الاقتصاد.
وتبدأ خلية الأزمة تلك بإعادة هيكلة الموازنة العامة وإذابة جبال الجليد بين النفقات والإيرادات، إضافة إلى وضع أهداف بعيدة المدى وإزالة الحواجز والامتيازات بين المواطنين الأمريكيين والمسؤولين التنفيذيين في الحكومة، كما يجب أن تأخذ المعركة الحرب على جبهتين بالتوازي؛ الأولى هي خفض الإنفاق الحكومي، والثانية هي زيادة الإيرادات عبر الاستثمار في مشاريع إنتاجية، وليس الإجحاف بالحقوق الآدمية للمواطنين عبر زيادة الضرائب أو السطو على مدخراتهم باختلاق تضخُّم مفتعل عبر خفض قيمة العملة، فباختصار: علينا التحرُّك فورًا لإنقاذ الوضع الاقتصادي القائم من الانهيار، حينها ستكون تكلفة إعادة البناء باهظة وقد تمتد إلى أجيال، فما من دولة استطاعت الخروج من كبوتها بغير خسائر فادحة.
الفكرة من كتاب الإفلاس 1995.. الانهيار القادم لأمريكا
كيف تتشكَّل الأزمات الاقتصادية داخل الدول؟ وكيف تنهار أسواق المال فجأة! وما علاقة الاقتصاد بالسياسة والمصالح الخاصة؟ هذا الكتاب يعد دراما تحليلية عن واحد من أقوى اقتصادات العالم اليوم إن لم يكن الأقوى إلى وقت كتابة هذه السطور، يعرِّج فيه الكاتب على الممارسات الاقتصادية الخاطئة لبعض السياسيين النافذين في الحكومات الأمريكية المتعاقبة، كما يوضِّح بجلاء أن لجوء الحكومات إلى الاختيار الأسهل المتمثِّل في الاقتراض دون الاكتراث بالحدود الآمنة لحجم الدين العام هو ناقوس خطر، وغالبًا ما تكون التكلفة من نصيب المواطنين.
مؤلف كتاب الإفلاس 1995.. الانهيار القادم لأمريكا
هاري فيجي: محارب أمريكي مخضرم، ولد في الثامن عشر من أكتوبر عام 1923، مؤسس ورئيس شركة Figgie International وشركة Clark Reliance Corporation ومؤسسة Figgie، توفي في عام 2009، من مؤلفاته “الإفلاس” 1995 (بالاشتراك).
جيرالد سوانسون: مدرس الاقتصاد في جامعة إلينوي، ثم مساعد عميد كلية الفنون الحرة جامعة أريزونا، وأستاذ مساعد للاقتصاد بجامعة توكسون، ومساهم في المجلات الأكاديمية، ومن مؤلفاته “الإفلاس” 1995 (بالاشتراك).