تغيير موازين القوى في العالم الحديث
تغيير موازين القوى في العالم الحديث
بعد خمسة قرون من الاستعمار، وحربين أهليتين أوروبيتين، بدأ عصر العالمية أي أغربة العالم “جعله غربيًّا”، تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، القوة الجديدة التي ولدت مؤخرًا، والتي كانت تمثل العامل الأول الذي يغذي الحريق ويجعل الانفجار الهائل مسألة لا يمكن تفاديها، والعامل الثاني كان في الشرق، وهو الاتحاد السوفييتي، حيث كان في حرب مع ألمانيا.
وكانت سياسة أمريكا في التعامل مع هذه الحرب هي أنه إذا ضعفت ألمانيا تجب مساعدتها وإذا ضعف الاتحاد السوفييتي فتجب مساعدته، المهم أن يدمر أحدهما الآخر، وبالفعل نجحت أمريكا في إضعاف الطرفين حتى قضى الاتحاد السوفييتي على ألمانيا، لكنه خرج من هذه الحرب منهكًا وضعيفًا لدرجة جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تجهز عليه فتكسر شوكته، ولقد أنهكت الحرب العالمية الأولى أوروبا، وجعلت الولايات المتحدة قوة اقتصادية كبرى، وأتت بعدها الحرب العالمية الثانية زادت من ضعف أوروبا وهيمنة أمريكا اقتصاديًّا وسياسيًّا على العالم.
إن محاولة الاحتفاظ بهذا النظام ما بعد الاستعماري، حيث الغرب مع خُمس شعوب العالم يستهلك ويتحكم في ثمانين بالمائة من ثروات العالم، وحيث إن نمو الغرب يشير إلى عدم نمو سائد دول العالم، فسيؤدي حتمًا إلى حرب المائة عام الحقيقية بين الشمال والجنوب، فإن العالم الثالث لن يترك نفسه يتدمر بينما العالم الغني يعمل على بقاء الأزمات بلا حلول وتدمير البقية من خلال الانهيارات والمجاعات، وتقوم الماكينة الإعلامية بأكبر عملية غسيل مخ لملايين البشر.
الفكرة من كتاب كيف صنعنا القرن العشرين؟
شهد القرن الماضي أحداثًا متسارعة على نحو كبير بما يشمل حربين عالميتين، وانقلابًا لموازين القوى في العالم وهيمنة قوة كبرى اقتصاديًّا وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وبروز الكيان الصهيوني كإحدى القوى الكبرى في العالم الحديث، لكن كيف حدث هذا التحول الكبير في الموازين خلال القرن العشرين؟
في هذا الكتاب يحاول الكاتب والسياسي الكبير روجيه جارودي أن يجيب عن سؤال كيف تمَّت صناعة القرن العشرين من خلال خبراته وقراءاته الغزيرة خلال حياته.
مؤلف كتاب كيف صنعنا القرن العشرين؟
روجيه جارودي: سياسي وفيلسوف وكاتب وعضو المقاومة الفرنسية، ولد في فرنسا، في السابع عشر من يوليو عام ألف وتسعمائة وثلاثة عشر، وتوفي في الثالث عشر من يونيو عام ألفين واثني عشر، وفي الثاني من شهر يوليو عام ألف وتسعمائة واثنين وثمانين أشهر إسلامه في المركز الإسلامي في جنيف. له عدة مؤلفات منها:
وعود الإسلام.
الإرهاب الغربي.
الإسلام دين المستقبل.
فلسطين مهد الرسالات السماوية.