تغيير معنى الحب
تغيير معنى الحب
لا شك أن العلاقات العاطفية أخذت نصيبها من تلك التشويهات، فالحب الآن ليس الحب الصافي المليء بالوفاء، ولكنه أصبح حبًّا ممزوجًا بالشهوة يبدأ سريعًا وينتهي أيضًا سريعًا، تلك هي الحياة المادية القائمة على ملذَّات الشخص ونزواته وشهواته سريعة الملل، لا تُشبع صاحبها أبدًا وتؤدِّي به في النهاية إلى فساد فطرته التي نشأ عليها، ويأسه من الحياة بأكملها، وكلنا بلا شك لا يمكننا أن نعيش الحياة من دون حب، ولكن نجد أن أغلب قصص الحب ارتبطت بالوجع والألم والحزن في نهاية الأمر، وهذا الأمر طبيعي لأن العلاقة إذا قامت على الحب الشهواني فقط سنرى علاقة تعيسة مملوءة بالشك والغيرة والتجريح وتصيُّد أخطاء الطرف الآخر،
أما العلاقة الناجحة بين الرجل والمرأة فهي علاقة قائمة على المودَّة والرحمة والراحة، يشعر فيها كل طرف أن روحه ساكنة للآخر، وهذا الشعور لا يمكن أن يظهر إلا من شخص رحيم ودود يُقدِّر معنى الوفاء، فالرحيم تجتمع فيه صفات نادرًا ما تجدها في أي شخص آخر فتجده هادئ النفس، صبورًا، يراجع نفسه ويحسِّن من خصاله باستمرار، لا تتحكَّم فيه شهواته، ساكنًا قادرًا على ضبط جميع أموره.
الفكرة من كتاب عصر القرود
هل خطر بعقلك من قبل أنه سيأتي زمن أسوأ من الذي تعيشه الآن؟! هل مع كم الحوادث والفتن اليومية شعرت أن الزمن أوشك على الانتهاء؟ الكثيرون يعتقدون أن الزمن الذي يعيشون به هو أكثر الأزمان فسادًا وانحطاطًا في الفكر والثقافة والأخلاق، ولكن الأزمان تتغيَّر والواقع يزداد سوءًا، وهذا الذي نجح الكاتب في نقله لنا؛ فقد صوَّر لنا الواقع الذي ما زلنا نعيش به من انحطاط في الأخلاق والفكر والثقافة، وركَّز على كل المشاكل الحقيقية التي يعانيها المجتمع.
مؤلف كتاب عصر القرود
مصطفى محمود: كاتب وأديب مصري، ولد عام 1921 في محافظة المنوفية بمصر، وكان يحب العلوم منذ صغره، فدرس الطب وتخصَّص في جراحة المخ والأعصاب، ثم توجَّه إلى مجال الكتابة في السنوات الأخيرة من دراسته، وعمل في مجلة “روز اليوسف” عقب تخرجه مباشرة، واحترف مجال الكتابة بعدها؛ فألَّف ما يقرب من 89 كتابًا تنوَّعت بين الكتب العلمية والفلسفية والدينية، وقدَّم برنامج “العلم والإيمان” الشهير، وفاز بجائزة الدولة التقديرية عام 1995، وتوفي عام 2009.
من أبرز أعماله:
“تأمُّلات في دنيا الله”.
“رحلتي من الشك إلى اليقين”.
“أينشتين والنسبية”.
“أيها السادة اخلعوا الأقنعة”.
“ألعاب السيرك السياسي”.
“حوار مع صديقي المُلحد”.