تغيير قانون التسلل وطريقة (WM)
تغيير قانون التسلل وطريقة (WM)
بعد أن زاد عدد المباريات التي تنتهي بالتعادل السلبي، وتدنِّي معدل تسجيل الأهداف بشكل ملحوظ إلى 2.58 هدف لكل مباراة، نتيجة إتقان المدافعين نصب مصيدة التسلُّل، أصبحت كرة القدم مملة وغير ممتعة، فبدأ اتحاد كرة القدم الإنجليزي عام 1925 في التفكير في تغيير قانون التسلل الذي كان ينص على ضرورة وجود ثلاثة لاعبين قبل المهاجم لكي يستطيع استلام الكرة، وتوصَّل إلى تصورين للتسلل، يقضي التصور الأول بوجود لاعبين فقط أمام لاعب الهجوم، والتصور الثاني هو وضع خط في منتصف كل ملعب يبعد 40 ياردة عن المرمى، ومن ثمَّ لا يكون المهاجم متسللًا إذا كان خلف هذا الخط، وتمت تجربة التصورين في مباريات ودية، وفي الأخير استُقرَّ على تطبيق التصور الأول، ونُفِّذ لأول مرة في موسم 1925-1926، وأظهر هذا التعديل نجاحًا فوريًّا بعد أن ارتفع معدل التهديف إلى 3.69 هدف لكل مباراة.
أدَّى تغيير قانون التسلل إلى تطوير “هربرت تشابمان” أسطورة أرسنال طريقة اللعب إلى الظهير الثالث أو ما يعرف بخطة (WM)، ومع تطبيق تشابمان لطريقة اللعب (دبليو إم) بوجود ظهير ثالث في خط الدفاع، بحيث ترى الملعب وكأنه يكتب حرف (M) من لاعبي الدفاع والوسط الدفاعي، وحرف (W) بين لاعبي الوسط الهجومي والهجوم، إذ كان مقتنعًا أن تغيير قانون التسلل يعني ضرورة وجود دور دفاعي للاعب الوسط الارتكاز، ومع ضرورة وجود دور دفاعي للاعب الوسط، بدأ لاعب الوسط في العودة ليمثل ظهيرًا ثالثًا، لكن حدث خلل في وسط الملعب، إذ نقص عدد اللاعبين مما أنتج طريقة 3-3-4 المفكَّكة غير المتزنة، والتي اندثرت سريعًا بسبب فشلها.
كان تشابمان واثقًا أنه يسير بشكل صحيح، وأصرَّ على أن ثورة التغيير لم تتحقَّق بالشكل الأمثل، إذ كان يرى أن العيب ليس في الخطة بقدر ما هو في الأشخاص الذين ينفِّذون هذه الطريقة، ومع انضمام “هيربي روبرتس” جناح الوسط ذي القامة الطويلة، حوله تشابمان إلى لاعب وسط الارتكاز للاستفادة من قوته، وطُلِب منه قطع الكرات والسيطرة عليها وتسليمها بتمريرات قصيرة لأحد أعضاء فريقه، ونجحت طريقة تشابمان في تحقيق البطولات لفريق الأرسنال كما وعد، وحصد الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي، وقيل عن طريقة تشابمان WM إنها طريقة القرن العشرين، إذ أعاد الظهير الثالث، وقام بتغيير شكل خط الوسط، ليعيش فريق أرسنال أكثر عهوده انتعاشًا.
حاولت بعض الأندية تقليد طريقة تشابمان، لكن لم يكن يمتلكون الرجال القادرون على ذلك، ومن ثمَّ كانت النتيجة هي دمار كرة القدم البريطانية بسبب التركيز على الدفاع والارتداد الكبير المبالغ فيه للخلف، ما وضع نهاية لكرة القدم البناءة، كما أفقد ذلك اللاعبين لمسة الكرة والشعور بها.
الفكرة من كتاب الهرم المقلوب.. تاريخ تكتيكات كرة القدم
يُبيِّن الكاتب تاريخ تكتيكات كرة القدم وتطوُّرها، مُستعرِضًا أبرز معالم تطور التكتيك والتشكيل في كرة القدم منذ ابتكارها، وذلك بدايةً من تشكيل (دبليو إم)، ومرورًا بالفوضى المنظمة التي ابتكرها السوفييت وإبداعاتهم التكتيكية، وصولًا إلى الكاتيناتشو الإيطالية
مؤلف كتاب الهرم المقلوب.. تاريخ تكتيكات كرة القدم
جوناثان ويلسون: هو صحافي وكتاب بريطاني مخضرم، متخصِّص في كرة القدم، ويكتب للعديد من الصحف في المملكة المتحدة كـ(الجارديان، والإندبندنت، وسبورتس إلستريتد)، ومن كتبه إلى جانب كتابه هذا:
خلف الستار: أسفار في عالم كرة القدم في أوروبا الشرقية.
تشريح إنجلترا: تاريخ في عشر مباريات.
معلومات عن المترجم:
أحمد لطفي علي: هو صحافي ومراسل اقتصادي، ومترجم، تخرَّج في كلية الآداب قسم اللغويات الإنجليزية والترجمة من جامعة حلوان بمصر عام 2002، ومارس العمل اللغوي والصحفي في عدة دول عربية، كما عمل في السابق مديرًا لتحرير مجلة “قطر اليوم” الصادرة من الدوحة، ومن ترجماته:
سيف فارس.
حكايات شعبية من هاواي.
سلسلة الحكايات الهندية.
إلى جانب كتاب “أقنعة الثقافة العربية”.