تغيير السلوك وعقباته
تغيير السلوك وعقباته
لا يكاد يُذكر الإيمان في القرآن إلا ويُقرن بالعمل ليرتكز عند المسلم أن العمل الصالح هو البرهان على صدق الإيمان، لأن السلوك الفعلي هو الذي يكشف الدعاوى الزائفة.
والسلوك وصفًا هو مجموعة من العادات، والأعمال الصغيرة هي التي تحدِّد نوعية سلوك الشخص، ولذا فالإسلام لا يؤكد تغيير الطباع السيئة بمقدار تأكيده عدم تجسيدها في سلوك المرء وأنشطته، ويرى الكاتب أن الناس لا يُحاسَبون على طباعهم التي جُبلوا عليها، وإنما يُحاسبَون على أعمالهم التي يستطيعون الكفَّ عنها.
وتغيير السلوك سنة كونية، بل إنه قد يغير أحوال الطبيعة كما قال تعالى في سورة نوح: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا﴾، ومن موانع التغيير لدى الناس: الشعور بالعجز عن تحمُّل تبعات التغيير، وعدم إدراك إيجابياته ومن ثم الخوف منه لأنه مجهول، والخوف من الخروج على تقاليد المجتمع، والمقاومة له إذا كان يتم بضغط عليهم.
وللتغلُّب على هذه النقاط يجب التشبُّع بفكرة أن تغيير العادات أمر ممكن لا يتعلَّق بالسن واستشعار الحاجة القلبية إلى التغيير، والبدء ولو بخطوة صغيرة للتغلُّب على داء التسويف، وربط العادة السيئة بآثارها الضارة والتخلُّص من كل ما يربطنا بها والبحث عن بديل جديد نافع والتركيز على فوائده.
الفكرة من كتاب اكتشاف الذات: دليل التميز الشخصي
إن الإنسان في الرؤية الإسلامية هو مركز الكون، حيث إن الله سخَّر له كل ما يصل إليه في السماوات والأرض، وهو عليه أن يستغلَّ ذلك لمعرفة ربه أكثر من خلال معرفة نفسه، حيث يدرك عجزه عن الإحاطة بكل ما حوله، وأنه لا يزال يكتشف المزيد من العلم كل يوم، لا أن يغرق في دائرة الاستهلاكية فينسى نفسه وربه.
والأمة الإسلامية لا تملك الكثير من الثروات المادية لكنها تملك المنهج الرباني الأقوم والثروة البشرية، ولذا كان هذا الكتاب لإعادة توجيه المسلم إلى ما ينفعه.
مؤلف كتاب اكتشاف الذات: دليل التميز الشخصي
عبد الكريم بكار: أحد أبرز المؤلفين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، وُلِد في سوريا سنة 1951م، واختصَّ في دراسته بقسم اللغة العربية وتحديدًا في حقل اللغويات، وحصل بعد ذلك على الماجستير في اللغة العربية، ومن ثم الدكتوراه.
من مؤلفاته: “العولمة”، و”العيش في الزمان الصعب”، و”تشكيل عقلية إسلامية معاصرة”.