تعويض الأفارقة عن الاستعمار
تعويض الأفارقة عن الاستعمار
لم يتم التعويض عن أربعة قرون من التعذيب والإبادة، والقذف بالأفارقة إلى بلدان أوروبا والأمريكتين ليعمروها، ولم يتوقف الحال عند هذا الحد، فقد برزت أصوات من الشرفاء تنادي بحقوق الشعب الأفريقي مثل بيرني جرانت، وأنتوني جيفورد وهما بريطانيَّا الأصل.
قدم “أنتوني جيفورد” في المؤتمر الأول لعام 1993م المنعقد في أبوجا بنيجيريا، دراسة عن الأساس القانوني لتعويض العبيد الأفارقة، وكان يرى أن التمييز العنصري على أساس العرق يمكن أن يطالب بالتعويض أمام المحاكم، وأن التفرقة العنصرية تكون جريمة ضد البشرية لأنها تهدم السلام، ومن الممكن فرض مقاطعة دولية بسببها.
وفي مؤتمر ديربان عام 2001، أصرَّ الأفارقة على دفع تعويضات من قبل الأوروبيين الأمريكيين نظير إسهاماتهم الكبيرة في ازدهار أوروبا وأمريكا الاقتصادي.
ولم يحضر المؤتمر أي رئيس دولة أوروبية، ولم يتحمَّس لهذه الفكرة سوى ألمانيا، وإيطاليا اللتين كانتا أقل الدول الأوروبية تورطًا في جريمة الرق طوال القرون الأربعة، أما بريطانيا وأمريكا والبرتغال وهولندا وإسبانيا فقد أعلنت صراحة بأنها لن تقدم أي تعويضات ولا اعتذارات، واكتفت فقط بالإعراب عن الأسف، وتقديم مساعدات للدول الأفريقية الأقل نموًّا.
وهكذا نجح الغرب في تحويل القضية الأفريقية من جريمة ضد الإنسانية إلى حادث مأساوي وكل ما حصلوا عليه هو وعد بدعم خطة النهوض بالقارة من خلال قروض ميسَّرة، وزيادة حجم الاستثمارات في دول جنوب الصحراء ولكن ألقى الغرب تلك الوعود في الهواء.
الفكرة من كتاب العبودية في أفريقيا والتاريخ المفقود
في فترة الاستعمار وما مرت به أفريقيا من العبودية طوال أربعة قرون من الزمن، عمل الاستعمار على نزاع حقوق الأفارقة، وقام بدفن آدميتهم واستعبدهم في الحقول والمزارع والمناجم والوظائف الدنيا دون مقابل، فسرق من الأفريقي لغته، وعقيدته، وأمه، وأباه، وأطفاله، وهويته.
ورغم ما حدث للأفارقة، وما زال يحدث الآن، من تأثير هذا الاستعمار حتى هذه اللحظة، فيجب علينا كشعوب عدم نسيان هذا التاريخ من الاضطهاد والتعذيب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، اللتين تريدان الاستمرار في نهب أفريقيا وجعلها منهكة في صراعات لا تنتهي.
مؤلف كتاب العبودية في أفريقيا والتاريخ المفقود
عايدة العزب موسى: كاتبة متخصصة في الشأن الأفريقي، تكتب في العديد من المجلات والجرائد في ذات الشأن، ولها مساهمات في المؤتمرات والندوات، وهي مصرية، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “قرن الرعب الأفريقي”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”شخصيات أفريقية في السياسة والفن”، و”130 عامًا على الثورة العرابية”.