تعلّمي الأمومة
تعلّمي الأمومة
لقد حث الإسلام على الزواج، وطلب من الزوجين أن يرعيا ثمرة زواجهما، وثمرة الزواج التي حثنا الإسلام عليها هي إنشاء جيل مسلم مُحاط بالرعاية حتى يصل إلى بر الأمان، ويبلغ المرحلة التي يقوم فيها بدوره، ويساعد في إنشاء جيل آخر جديد حتي يكتمل بنيان المجتمع المسلم، لكن مع الأسف، تأثر المجتمع المسلم مؤخرًا بالعديد من العوامل التي أثرت بالسلب في أداء الأم أو الأسرة، فأصبح من الطبيعي أن تتهرب الأمهات من مسؤولياتهن تجاه أطفالهن، إما بحجة العمل وإما عدم الخبرة، ويحذر خبراء التربية وعلماء الدين من هذا الأمر كثيرًا، فمثلًا تجد في هذه الأيام زوجة تشكو انزعاج زوجها من طفليهما، وطلبه منها أن ترسلهما إلى الحضانة، ودون مراعاة لاحتياجات الطفل النفسية والاجتماعية في هذا الوقت!
ويوضح الدكتور فكري عبد العزيز أهمية الأمان النفسي والاجتماعي للطفل، وأن تلبية هذا الأمان وإشباعه يحتاجان إلى درجة معقولة من الوعي، ويشير الدكتور شحاتة محروس إلى أن عاطفة الأمومة موجودة بالفطرة عند كل أم تحمل وتلد، ولكن أغلب النساء لديهن مشكلة في كيفية ممارسة عاطفة الأمومة، وكيفية ممارسة دور الأمومة أيضًا، فهن لم يعتدن أن يمارسن هذا الدور منذ الصغر، ولا يعلمن عنه وعن مسؤولياته شيئًا، ولذا نجدهن عند أول مولود يهربن إلى دور الحضانة، والحجة هي العمله أو الانشغال في البيت، متجاهلات أنه لا يجب أن ينشأ الطفلُ بعيدًا عن أمه، خصوصًا خلال السنوات الأربع الأولى من عمره، حتى لا ينشأ فاقدًا للحب والأمان.
لكن أمهات اليوم يمارسن الأمومة عن طريق المحاولة والخطأ، فلم تنشأ الفتاة على كيفية التعامل مع صغيرها وتلبية احتياجاته، فقد تتململ من احتياجاته الطبيعية كالأكل والشرب والسهر معه ليلًا، فتتهرب منه، ويضيف الدكتور شحاتة محروس أنه من أكبر أخطاء التربية عدم تعويد البنت منذ الصغر على أن تكون زوجة وأمًّا، بل إن هذه المصطلحات تغلفها كلمات عيب أو حرام، فلا تدرك الفتاة أنها أصبحت أمًّا مسؤولة عن تربية إنسان إلا بعد أن تحمل طفلها على ذراعيها، وينصح دكتور شحاتة كل أم تضيق بمسؤولية الأمومة أن تتعبد لله وتتقرب إليه بنية تحسين علاقتها وتربيتها لأبنائها، ويرى دكتور جاد أن من أهم أسباب ضعف الإحساس بالأمومة عند الأمهات في هذا الوقت ضعفَ الوازع الديني عند الناس، وجهلَ الأم بدينها، وتجاهلَها توجيهات القرآن الكريم.
الفكرة من كتاب مزيدًا من الحب يا أمي
الأم بالنسبة إلى طفلها الحب الأول والأخير، وعالمه الذي يستمد سعادته وحياته منه، لذلك أيتها الأم يجب أن تكوني سببًا لسعادته لا سبب عقدته، وأن تُعالجي الأمور بابتسامة هادئة ورؤية تربوية عاقلة وأن تُلبي له احتياجاته.
فيأخذ هذا الكتاب الأم في جولة عبر الأمومة، ويساعدها على فهم دورها، وكيفية التصرف في أبرز المواقف التي تتعرض لها، وما يجب فعله وما لا يجب، للوصول إلى بر الأمان دون أي عقد نفسية.
وبعد، لتعلمي أيتها الأم أن الأمومة ليست سلطة مطلقة إنما هي متعة كبيرة، ومهمة عظيمة لا ينجح فيها إلا من يحبها، ويبذل الجهد في سبيل حسن تأديتها.
مؤلف كتاب مزيدًا من الحب يا أمي
أسماء محفوظ: ناشطة سياسية مصرية لمع نجمها إبَّان ثورة الخامس والعشرين من يناير، وهي عضو مؤسس في حركة 6 أبريل الشبابية، وإحدى الداعيات لمظاهرات 25 يناير، لها مؤلفات عدة، منها:
المرأة النصف الأفضل.
أمي.. أريد أن أتعلم ولكن.
المرأة التي لا ينساها الرجل.