تعلم كيف تتعلم
تعلم كيف تتعلم
قبل الاطلاع على أول المبادئ في أسلوب التعلم الفائق، علينا الاستماع لقصة “إيفريت” محاضر اللُّغويات الذي استطاع خلال نصف ساعة التحدث بلغة لا يعرف ماهيتها ولا يدري عنها شيئًا، تبدأ القصة بدخول سيدة في منتصف العشرينيات داخل القاعة التي بها إيفريت ومجموعة كبيرة من الجمهور، بدأ حديثه مع هذه المرأة بلغة لا تعرفها، فردت عليه بعبارة “كوتي باوكا دجالو”، فحاول إيفريت ترديد هذه العبارة، لكنه تلعثم في نطقها، وبعد محاولتين بدَت المرأة راضية عن طريقة نطقه، فاتجه إلى السبورة الموجودة في القاعة ودوَّن عليها العبارة مع إشارة إلى كونها عبارة للتحية
واستمر في تكرار هذا الأمر مع أشياء أخرى داخل القاعة، يطلب من المرأة نطقها وتدوينها على السبورة، وخلال نصف ساعة امتلأت أكثر من سبورتين بالكلمات والأفعال والضمائر والتعليقات الصوتية لتلك اللغة. فسّر إيفريت ما فعله بأنه محاولة لوضع خريطة لكيفية عمل هذه اللغة، وليس فقط مجرد الاستماع لنطق كلمات وترديدها، وهذه الطريقة التي اتبعها إيفريت ليست من ابتكاره الخاص، بل هي طريقة متداولة تُعرف بطريقة “ميدان العمل الأحادي اللغة”، طورها “كينيث بايك” أستاذ إيفريت وجعلها وسيلة لتعلم اللغات الأصلية، تكمُن فاعلية هذه الطريقة في كونها تتبع المبدأ الأول من أسلوب التعلم الفائق، وهو “وضع خطة ما وراء التعلم” التي تُعد الجوهر الأساسي في نجاح مشاريع التعلم الفائق
لأنها تُوفر المعلومات التي يجب إتقانها خلال فترة التعلم والطرائق المتاحة لتنفيذ الأمور بفاعلية أكبر، وللبدء في وضع الخطة عليك الإجابة عن ثلاثة أسئلة وهي: “لماذا تتعلم؟”، هذا السؤال سيحدد دافعك إلى التعلم وهل هو دافع “عملي” يوفر لك فرصًا في مجال عملك، أم هو دافع داخلي يجعلك تتعلم فقط لأنك تُريد أن تتعلم ولا تسعى إلى نتائج محددة، كتعلمك اللغة الفرنسية لأنك لطالما رغبت في التحدث بتلك اللغة، والسؤال الثاني “ماذا ستتعلم؟”، يُمكِنك الإجابة عنه من هيكلة المعارف والقدرات التي تحتاج إلى كسبها خلال رحلة التعلم بتجزئة الأمور إلى مفاهيم وحقائق وعمليات، وهذا يقودك إلى معرفة العقبات التي تواجهك وكيفية اجتيازها، وأخيرًا سؤال “كيف ستتعلم؟”، وتكون الإجابة عنه بتوفير المصادر والبيئة والطرائق التي ستستخدمها خلال رحلة التعلم.
الفكرة من كتاب التعلم الفائق: أتقن المهارات المهنية – تفوق في المنافسة – سارع إلى تحقيق الإنجازات
حينما نستمع لقصة شخص تعلم أربع لغات في عام، نظنه ذا مهارات وقدرات استثنائية، لكن الكاتب يقول لنا إن هذا الشخص وغيره من الأشخاص الذين نراهم استثنائيين هم في الواقع متعلمون فائقون، اتبعوا مجموعة من المبادئ خلال رحلة تعلمهم مكنتهم من تحقيق هذه الإنجازات، ويمكن لأي شخص السَّير على نهجهم وتحقيق أهدافه الشخصية والمهنية التي يحلم بها.
مؤلف كتاب التعلم الفائق: أتقن المهارات المهنية – تفوق في المنافسة – سارع إلى تحقيق الإنجازات
سكوت هـ. يونج: كاتب مهتم بالتدوين عن الموضوعات الخاصة بالتعلم وزيادة الإنتاجية منذ عام 2006م، عُرف بتوثيق تحدياته الخاصة بالتعلم الفائق، منها: دراسته المواد الخاصة بعلوم الكمبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام واحد بدلًا من أربعة أعوام، واجتياز جميع الاختبارات وتسليم المشاريع البرمجية، وتعلمه أربع لغات خلال عام، وأخيرًا تعلمه رسم الصور الشخصية خلال ثلاثين يومًا.
من مؤلفاته:
Learn More, Study Less
Holistic Learning: How to Study Better, Understand More and Actually ‘Get’ What You Want to Learn