تعزيز الهوية والتعاون
تعزيز الهوية والتعاون
يعد وجود هوية جامعة لأعضاء أي فريق أمرًا مهمًّا، لأنه يؤدي إلى تعاون أكبر بين أعضاء الفريق ويُنشئ ثقةً متبادلَة ويسهل تبادل المعلومات والخبرات، لكن اندماج الأعضاء معًا أمرٌ صعب في حالة الفرق الافتراضية، لأن أعضاءه لم يلتقوا إطلاقًا من قبل ولأنهم ربما ينتمون إلى ثقافاتٍ مختلفة، ويأتي السؤال ما الذي يمكن للمدير فعله لتعزيز هوية الفريق؟
إن على المدير كي يعزز هوية فريقه محاولة عقد اللقاء الأول الذي هو لقاء بَدء العمل وجهًا لوجه مع أكبر عدد ممكن من الأعضاء وإن لم يكتملوا وربما يلتقطون صورة جماعية للذكرى تثبت في منصة الفريق الإلكترونية، وقد تُعقد لقاءات أُخرى على أرض الواقع إن تيسرت الظروف عند المنعطفات الكبيرة في المشروع، كما أن على المدير تهيئة فرصةٍ جيدة للتواصل بين الأعضاء بأن يعرف بكل عضو ثم يطلب منه الحديث على نحو مختصر عن خبراته أو سيرته العملية، وعليه أن يُراعي شعور كل عضو بالراحة تجاه إبداء التعليقات وطرح الاقتراحات.
وعليه أيضًا أن ينظم لقاءات افتراضية بصورة دورية سواء صوتية أم مرئية مع الانتباه لفروق التوقيت بين بلدان الأعضاء، وإن كان لا بدَّ أن يحضر أحد الأعضاء في وقت غير مناسب كوقت متأخر من الليل، فيجب أن تتغير التوقيتات بالتناوب، وينبغي للمدير أيضًا أن يكرر ذكر أهداف الفريق العامة، وأيضًا تأكيده قيمة الفريق بالنسبة إلى المؤسسة لأن ذلك يعزز الهوية.
لكن كيف يمكن للمدير أو القائد أن يشجع التعاون في فريقه الافتراضي؟ إن لقاء بدء العمل يشجع ذلك، وكذلك الاتفاق على وسائل للتواصل بعفوية، وتوثيق توقعات أعضاء الفريق حول العمليات ونتائجها، وحفاوة القائد بالعمل التعاوني وإظهار تقديره للعمل المميز بالكلام والجوائز أمرٌ مهم.
الفكرة من كتاب قيادة الفرق الافتراضية
في زمن التقدم التقني والعولمة، وفي عالمٍ باتَ يهدده الوباء، صارت الحاجة ماسة إلى الفرق الافتراضية، وهي فرق يتواصل أعضاؤها عبر الإنترنت على نحو أساسي، وربما يعمل أعضاؤها في مناطق مختلفة ومتباعدة حول العالم، مما يمنح الشركات ثقافات وخبرات متنوعة ومعارف مختلفة عن السوق والعملاء، وقدرة على تقديم الخدمة على مدى أربع وعشرين ساعة، ولكنَّ قادة ومديري تلك الفرق -وإن كانت مبادئ الإدارة واحدة- يواجهون تحديات ومشكلات مختلفة عما يواجهونه مع الفرق العادية؛ تحديات إدارية تتمثل في التنسيق بين أعضاء الفريق، وتحديات فنية تتمثل في معرفة الأدوات التقنية اللازمة.
مؤلف كتاب قيادة الفرق الافتراضية
كلية هارفارد لإدارة الأعمال: هي كلية تابعة لجامعة هارفارد في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية، وتمنح طلابها الماجستير والدكتوراه، وقد صدر هذا الكتاب ضمن سلسلة “مرشد الجيب” التي توجهها الكلية إلى المديرين لتعينهم على حل المشكلات التي يواجهونها في عملهم بحلول فعالة وسريعة.
للكلية إصدارات أخرى منها:
إدارة الفرق.
عن إدارة الناس.
عن إدارة الذات.
كسب المفاوضات التي تصون العلاقات.
عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع.