تعريف اللغة
تعريف اللغة
إن التعبير الإنساني لا يخرج عن كونه تعبيرًا طبيعيًّا عن الانفعالات كالصراخ والبكاء، أو تعبيرًا وضعيًّا للدلالة على معنى كاللغة، ويتميَّز النوع الأول من التعبير وهو التعبير الطبيعي عن الانفعالات، بكونه فطري المنشأ ويحدث بشكل لا إرادي، أمَّا النوع الثاني وهو التعبير الوضعي فهو على العكس ينشأ من إرادة الإنسان الدلالة على معنى.
وقد تكون الآلة التي يُدرِك بها هذا التعبير هي حاسة البصر إذا استخدم المتكلم بعض الإشارات اليدوية أو الجسمية، وقد يدرك التعبير بحاسة السمع إذا استخدم المتكلم الأصوات للتعبير، ويسمى هذا النوع من التعبير “اللغة”.
ويشترك الحيوان مع الإنسان في النوع الأول من التعبير، وهو التعبير الطبيعي عن الانفعالات، كما تشترك بعض الحيوانات أيضًا مع الإنسان في جزء من النوع الثاني، وهو التعبير الإرادي المدرك بآلة البصر، مثل مجتمعات النحل والنمل، حيث ينشأ بين أفراد هذه المجتمعات تواصل فيما بينهم بلغة تشبه لغة الإشارات، مثل فعل شيء معيَّن لتحذير باقي أفراد المجتمع عند وجود خطر يقترب منهم.
وهناك بعض الحيوانات تصدر بعض الأصوات المركَّبة مثل الببغاء، وهو لا يقصد بها التعبير عن
شيء على خلاف ما يظنه البعض، بل إن هذه التعبيرات هي تعبيرات فطرية تنشأ كنوع من أنواع الانفعال مثلها مثل الصراخ والبكاء ولكنها تحتوي مقاطع وكلمات، كما أنها قد تكون أيضًا نتيجة لما يعبَّر عنه بالعدوى الصوتية، وسيأتي معنى هذه الظاهرة أثناء الحديث عن الطفل.
وبالتالي فلا يتبقَّى إلا قسمٌ واحد يختصُّ به الإنسان، وهو التعبير الصوتي عن معنى يُدرك بحاسة السمع، وهو ما يعبر عنه باللغة، ولكن كيف نشأت هذه اللغة التي تميَّز بها الإنسان؟
الفكرة من كتاب نشأة اللغة عند الإنسان والطفل
إن اللغة هي أهم ما يميِّز الإنسان عن غيره من الكائنات، بها يتعلَّم وبها ينشأ التواصل بينه وبين غيره من البشر.
واللغة لا تقتصر على كونها مجرد أصوات أو كلمات يتحدث بها الإنسان، بل تحمل في داخلها دلالات ومعاني، وهذه المعاني هي الخاصية التي تميِّزها عن غيرها من الأصوات.
فكيف نشأت هذه اللغة؟ وما المراحل التي مرَّت بها؟ وهل يرجع أصل اللغات إلى لغة واحدة، أم أن هناك عدة فصائل ترجع إليها جميع اللغات؟
ولمَّا كان الطفل هو الصورة الأولية التي ينشأ عليها الإنسان، كانت دراسة ما يمر به من مراحل ليستطيع التحدث بلغة مكتملة الأركان، مثالًا عمليًّا وتطبيقيًّا حول كيفية نشأة اللغة لدى الإنسان والمراحل التي مرَّت بها هذه اللغة.
في الجزء الأول من كتابنا يتحدث الكاتب عن نشأة اللغة عند الإنسان، وفي الجزء الثاني يتحدَّث فيه عن نشأة اللغة لدى الطفل.
مؤلف كتاب نشأة اللغة عند الإنسان والطفل
علي عبد الواحد وافي: من روَّاد علم الاجتماع في العالم العربي، تخرَّج في كلية دار العلوم، ثم حصل على الدكتوراه في الفلسفة وعلم الاجتماع في باريس.
قام بالتدريس في العديد من الجامعات وتقلَّد العديد من المناصب، بذل جهدًا كبيرًا في تحقيق مقدمة ابن خلدون، وأثنى على جودة تحقيقه الكثير.
من مؤلفاته: “علم اللغة”، و”فقه اللغة”، و”لسان العرب: اللغة والمجتمع”.