تعريف الإلحاد وتاريخه
تعريف الإلحاد وتاريخه
الإلحاد من مصدر “لَحَدَ” يُعَرَّف لغةً بأنه “الميل عن القصد والعدول عن الشيء”، وجاء في القرآن قوله تعالى: ﴿وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾، أي عَدَلوا بها عمَّا هي عليه، وكانت العرب تطلقها على كل من يُظهِر بدعة في الدين حتى وإن كان مؤمنًا بالله ورسوله، كما كانوا يطلقونها على الكفار الذين يؤمنون بملل أخرى غير الإسلام، أما في العصور الحديثة فقد صار مصطلح الإلحاد يطلق على المذهب الفكري الذي ينفي وجود خالق للكون.
يختلف الإلحاد من جهة التعريف مع عدة مذاهب أخرى تتبنَّى مواقف مغايرة لفكرة الخالق المدبر للكون، مثل الربوبية التي تقر بوجود خالق للكون، لكنه منفصل عنهم لم يتصل بهم أو يرسل إليهم دينًا أو رسالة، إنما خلق الكون وما عليه من كائنات -دون سبب واضح- وتركهم، وأيضًا مذهب اللاأدرية الذي يقف فيه معتنق المذهب موقفًا مترددًا لا يثبت وجود إله ولا ينفيه، ومن المهم التفريق بين هذه الأنواع من المذاهب وانتماء صاحبها إليها على الحقيقة قبل البدء في أي حوار، بالإضافة إلى تحديد المنطلق الفكري للإلحاد؛ هل هو بدافع فلسفي أو بدافع علمي ممجِّد للعلموية والنظريات الحديثة، والأخير أكثر انتشارًا في الوطن العربي خلال السنوات الأخيرة.
لا نعرف على وجه الحقيقة من كان صاحب أول دعوى لرفض وجود خالق للكون، وإن كان يتفق المؤرخون على عدد من أوائل الملحدين الذين عاشوا في الحقبة اليونانية القديمة أمثال “ديوجين الكلبي” و”كريستياس” وغيرهما، لكن في العصور الحديثة حملت فرنسا في عصر الأنوار لواء الإلحاد، وكان الفيلسوف “جون ميسيليى – Jean Meslier” الذي وجه نقدًا شديدًا إلى الديانة المسيحية باعتبارها أصل الشرور ومخرِّبة لأديان العالم حسب رأيه، ثم تتابع المفكرون الأوروبيون على نقد الديانة المسيحية بشكل خاص والأديان بشكل عام، ونقد الأخلاق واعتبارها غريزة إنسانية لا تعاليم دينية.
الفكرة من كتاب كيف تحاور ملحدًا؟ دليلك المنهجي في الحوار
هل سبق لك أن حضرت مناظرةً بين مؤمن وملحد، أو دخلت في نقاش مع أحد الملحدين الجدد؟ إن المناظرات بين المؤمنين والملحدين قديمة قدم التاريخ، ونقلت لنا كتب التراث العديد من المناظرات التي خاضها العلماء دفاعًا عن الدين وردًّا للشبهات، وفي العصر الحديث أسهم الانتشار الكبير لوسائل التواصل في كثرة النقاشات والمناظرات، وينبغي لمن يتعرَّض لهذا المجال أن يكون ملمًّا بأساسيات إدارة الحوار وآداب المناظرة، هذا الكتاب يسد ثغرًا منهجيًّا فيما يتعلق بمحاورات الملحدين في الزمن الحالي وأهم الحيل التي يلجأ إليها الملحدون وكيفية كشفها.
مؤلف كتاب كيف تحاور ملحدًا؟ دليلك المنهجي في الحوار
أمين بن عبد الهادي خربوعي: باحث مغربي، حاصل على دبلوم الأدب العصري ودبلوم الدراسات الجامعية العامة في علم النفس الاجتماعي وماجستير في إدارة الأعمال، وله العديد من المقالات والحوارات في كثير من المواقع الإسلامية، مثل “الإسلام ويب”، وغيره.