تعاهدوا القرآن
تعاهدوا القرآن
جاء الحث من الله تعالى لنبيِّه (صلى الله عليه وسلم) على الاستمساك بالكتاب تلاوةً ومدارسةً، فجعله الله تعالى شارة المصلحين، لأن القرآن كتاب له أسرار لا تظهر إلا بكثرة المصاحبة، فكلما ازدادت صحبة المرء مع القرآن ازداد معرفةً بأسراره وآياته وعجائبه، ولا يقع النسيان إلا بترك التعاهد وكثرة الغفلة، والعبد إذا نسي الآية فكأنه شهد على نفسه بالتفريط، ولا حسد إلا في اثنتين: رجل علَّمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فصاحب القرآن في غبطة، والحسد الشرعي الممدوح هو تمنِّي حال مثل ذلك الذي صَاحَب القرآن.
ومن تعاهده (صلى الله عليه وسلم) للقرآن معارضة الملك، فالعرضة من العرض، والمقصود بها: مدارسة سيدنا جبريل عليه السلام القرآن مع النبي (صلى الله عليه وسلم)، وكان يعرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القرآن في كل رمضان مرة إلا العام الذي قُبِض فيه؛ فإنه عرضه على جبريل (عليه السلام) مرتين، فالمعارضة نوع من أنواع التعاهد للكتاب المجيد، وفيها كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يجدِّد العهد بالكتاب مع أمين الوحي جبريل (عليه السلام).
يأتي بعد ذلك تحزيب القرآن، والحزب هو الوِرد، وورد الرجل من القرآن والصلاة حزبه، والحزب هو ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة وصلاة كالورد، أما قراءة الصلاة، والقيام بالكتاب فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يتعاهد القرآن الكريم في الصلاة المفروضة وفي قيام الليل، والقيام بما تيسر من القرآن في الليل هو من أفضل طرق المعاهدة التي يجب لحافظ القرآن الاعتناء بها، إذ إن الليل مظنة الحضور والفهم وصفاء النفس، ولا بدَّ من التعاهد العام حضرًا وسفرًا، ومن تعاهده (صلى الله عليه وسلم) للقرآن الكريم أنه كان يقرؤه على الدابة، على ناقته أو جمله وهي تسير به.
الفكرة من كتاب المشوِّق إلى القرآن
القرآن الكريم هو دستور المسلمين، الكتاب الذي أُنزل على نبي الله محمد (صلى الله عليه وسلم)، فكان معجزته إلى العالمين، ختام الكتب السماوية لخاتم النبيين والمرسلين، وحي من رب السماوات والأرض أرسله إلينا كي نتعرض له ونحيا به ونموت عليه، يقول الله تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.
إنَّ المكتبة الإسلامية عامرة بالكتب التي تتحدَّث عن عظمة القرآن وأهميته وطرق تدبُّره والانتفاع به، وكتاب “المشوق إلى القرآن” يعد إحدى تلك المحاولات الجادة، الذي يهدف إلى بعث الشوق في نفس القارئ ليقبل على كتاب الله تعالى وينهل منه.
مؤلف كتاب المشوِّق إلى القرآن
عمرو الشرقاوي: باحث مصري في مجال علم التفسير وعلوم القرآن، شارك في عدد من الأعمال العلمية المنشورة، كما أن له مقالات عديدة في علوم القرآن.
له عديد من الكتب والمؤلفات أبرزها:
الدليل إلى القرآن.
القرآن الكريم في حياة الآل والأصحاب.