تطوُّر مفهوم الدبلوماسية
تطوُّر مفهوم الدبلوماسية
على نحو مبسط يمكن تعريف الدبلوماسية بأنها فن الحصول على الممكن عبر انتقاء المعسول من الكلام، ويعبَّر عنها بالحنكة السياسية، فعن طريق المفاوضات تقوم الدول المختلفة بهندسة علاقاتها الدولية مع الدول الأخرى، وهنا تظهر أهمية الدبلوماسية، فالتفاوض ما هو إلا صراع بين عقليتين تريد كلٌّ منهما فرض رؤيتها على الأخرى، ولذلك فالدبلوماسي الجيد يحاول دائمًا اكتساب أكثر مما يستحق وفي أسوأ الأحوال لا ينحدر إلى موقف أسوأ.
يعود تاريخ الدبلوماسية إلى عام 2500 قبل الميلاد، حيث كانت الممالك تتبادل السفراء فيما بينها، ومع تطور الزمن نشأت الدبلوماسية بشكلها الحديث في القرن السابع عشر الذي شهد كذلك تشكيل أول وزارة خارجية كانت من نصيب فرنسا، ومع انهيار أنظمة الحكم الملكية زادت عمليات إنشاء الهيئات الدبلوماسية المختلفة، ودخلت عوامل عديدة لتحديد الاتجاه العام لسياسة الدولة منها الحكومة بالطبع، إضافة إلى المشاركة الشعبية والرأي العام والمصالح المختلفة، وتعدَّدت أدواتها من الاقتصاد حتى التلويح بالحرب، كما كان للقوى الناعمة من الثقافة والآداب والفنون دور كبير في الدبلوماسية الحديثة.
أما مَيدان الدبلوماسية الأساسي فهو إبرام المعاهدات، والمعاهدة لا تخرج عن كونها اتفاقًا في شكل عقد مكتوب بين دولتين أو أكثر لغرض ما سواءً أكان سياسيًّا أو اقتصاديًّا أو عسكريًّا أو حتى غير ذلك، وتعد سلطة إبرام تلك المعاهدات ونقضها من أعمال السيادة الدولية التي تُعهد إلى الدبلوماسيين الذين يمثِّلون الدولة في المحافل الدولية المختلفة.
وبما أن العقد شريعة المتعاقدين فمتى تمَّت المعاهدة وسرى مفعولها اكتسبت صفة الإلزام للأطراف المشاركة، أما كيفية نقضها فقد يتم النص عليها في المعاهدة نفسها، أو بالاتفاق بين أطرافها تبعًا لمبدأ تغير الظروف، لكن يعد إنهاؤها من طرف واحد أمرًا غير مستساغ في الشأن الدولي، وبصفة عامة تعد اتفاقية فيينا هي القانون الدولي الحاكم لكل ما يتعلَّق بشأن إبرام المعاهدات وسريانها وكل ما يتعلَّق بها من أحوال أو يعرض لها من ظروف.
الفكرة من كتاب الدبلوماسية: مقدمة قصيرة جدًّا
عن طريق المفاوضات تقوم الدول المختلفة بهندسة علاقاتها الدولية مع الدول الأخرى، وهنا تظهر أهمية الدبلوماسية، فالتفاوض ما هو إلا صراع بين عقليتين تريد كلٌّ منهما فرض رؤيتها على الأخرى..
في هذا الكتاب يستكشف المؤلف تطوُّر الدبلوماسية من منظور تاريخي مستعينًا بأمثلة استقاها من مراحل تاريخية مهمة؛ مثل: الثورة الأمريكية والحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، ويُظهِر كيف تم استخدام الدبلوماسية لتشكيل أركان العالم الذي نحيا فيه اليوم، ويرى المؤلف أن الدبلوماسية هي حصان طروادة السياسة.
مؤلف كتاب الدبلوماسية: مقدمة قصيرة جدًّا
جوزيف إم سيراكوسا Joseph M. Siracusa: أستاذ الأمن البشري والدبلوماسية الدولية في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن. اشتهر دوليًّا بكتاباته في مجالات الدبلوماسية الدولية والأسلحة النووية، والحرب الباردة.
كما أن له العديد من المؤلفات من بينها:
الأسلحة النووية.
من الكساد إلى الحرب الباردة.
تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية.