تطور النقود في مصر والعالم الإسلامي
تطور النقود في مصر والعالم الإسلامي
إن سيدنا محمد (ﷺ) أول من وحد الميزان وفرض زكاة المال، وبعد وفاته استمر النظام نفسه مع إدخال بعض التعديلات على شكل العُملة، إذ نُقشت عليها كلمات إسلامية.
وصُنعت دراهم نحاسية مستديرة ذات نقوش مصورة استنكرها المسلمون لنقوشها، حتى تولى حكم مصر “عبد الملك بن مروان” فسار على نهج النبي (ﷺ) وأصدر دراهم من الفضة والذهب لا نقش فيها غير ذكر الله، وزعت على كل الأمصار. لكن اعترض البعض على وجود النقوش القرآنية على الدراهم، فهي لا تناسب اليهود والنصارى، وغير الطاهرين، ولكن عبد الملك بن مروان رفض تغييرها واستمرت حتى وفاته.
من بعده ظل التشديد على أن تكون النقود من الفضة والذهب الخالصين، ولكن البعض انتقصوا من وزن العملات، وازداد هذا النقص مع الخلافة العباسية وظهرت البدع التي لا تتبع أحكام الشريعة، فقل التدين وغُش الدرهم.
وظهرت أنواع من الدراهم، منها ما تم التعامل به في مرافق الدولة كافة، مثل عُملات الفضة المُصفاة النقية، وعملات أخرى من الفضة المَشوبة، أو من النحاس المطلي بالفضة، وتم التعامل بهما في المعاملات التجارية فقط دون الرسمية، أي لا تقبلها الحكومة.
أما في مصر فكان الذهب الخالص هو المتحكم النقدي في كل دولها جاهلية وإسلامية، وكانت الفضة تُستخدم في صنع أدوات الزينة والأواني، أو لنفقات الأفراد دون المعاملات الحكومية.
ومع مرور الوقت قل استخدام الذهب وأصبحت الفضة هي المتحكم النقدي في مصر والشام، فاستخدموا دراهم مستديرة تغلب عليها الفضة والقليل من النحاس.
ومع كل أزمة مرت على البلاد قل استخدام الفضة والذهب في العملات، وأصدر الحُكام المزيد من العملات النحاسية، فكثرت بأيدي الناس وخف وزنها.
الفكرة من كتاب إغاثة الأمة بكشف الغمة
يرصد المقريزي نحو عشرين أزمة اقتصادية مرت بمصر تفاوتت في شدتها، فهلك فيها البلاد والعباد، ولاقت فيها فئات الشعب المصري ضروبًا من المحن والمآسي، وقد ظن أهلها أنها أزمات لن يكون لها مثيل على مر الزمان، وأنها فترات لن تمضي، ولكن ها هو يؤكد أن الأزمات تتكرر، فمنذ بداية الخليقة مرورًا بطوفان نوح عليه السلام، إلى أول أزمة اقتصادية في مصر في عهد “عبد الله بن عبد الملك بن مروان”، وصولًا إلى زمن تأليف هذا الكتاب في عهد “السلطان برقوق”، فقد اتفقت أسباب الأزمات وتصرف الشعوب حيالها ووقعت نتائج مشابهة في سائر الأقطار والبلدان.
مؤلف كتاب إغاثة الأمة بكشف الغمة
تقي الدين المقريزي، سمي بشيخ المؤرخين العرب لعظيم أثره في علم التاريخ، فقد كتب العديد من المؤلفات التي امتازت بالأسلوب العلمي والمنطقي.
تنحدر أسرة المقريزي من مدينة بعلبك بلبنان، ولكن والده انتقل إلى مصر طلبًا للعيش، فولد المقريزي في القاهرة وتوفي فيها، ونشأ نشأة علمية دينية جعلته من أبرز العلماء المسلمين في القرن التاسع الهجري – الرابع عشر الميلادي.
أهم مؤلفاته:
السلوك لمعرفة دول الملوك.
تاريخ الأقباط.
البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب.