تطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره
تطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره
إن هدفَ الذكاء الاصطناعي خلقُ ذكاءٍ يشابه الذكاء البشري ويقترب منه ثم يفوقه، بدأ الأمر من ستينيات القرن العشرين، ولكنه تطور ليصل إلى طفرة كبيرة في عام ٢٠١١م مع بداية إحراز تقدم في تعلم الآلة، ثم في عام ٢٠١٦م و٢٠١٨م، طوّرت شركة “دِيْبْ مَاينْدْ” برنامج “أَلْفَا جُو” ليهزم بطل العالم في لعبة “جُو”، ومع هذه التطورات وجهت الشركاتُ والحكوماتُ استثماراتٍ كبيرةً إلى المجال بلغت عشرات المليارات سنويًّا.
ومع هذا التطور، ما زالت هناك فجوة بين الإنسان والآلة، ولم يحن وقت تخطيها للبشر، ولأجل حدوث هذا لا بد أن تمر الآلات بعديد من الطفرات التقنية، ولا يعرف أحد متى يمكن أن يحدث، لكنه ليس بمستحيل، وأقل دليل على ذلك ما حدث من تطورات وطفرات علمية وتكنولوجية كبيرة خلال المئة عام الأخيرة، ومع هذا التطور الثوري، سيُؤذَن بعصر جديد للحضارة البشرية، فماذا إن سيطرت الآلات؟
لأجل فَهم تأثير الذكاء الاصطناعي يمكننا أخذ خوارزميات انتقاء المحتوى مثالًا للتوضيح، صُمِّمَت هذه الخوارزميات لزيادة معدلات النقر، وما تفعله أنها تغيّر تفضيلات المستخدم لتكون أكثر قابلية للتوقع، ثم تُظهر له المنتجات التي ستعجبه لتحقق مزيدًا من الأرباح، وعواقب ذلك أنه يمكن أن تُسهِم هذه الخوارزميات في نشر أفكار فاشية أو تحطم الديموقراطية، وكل هذا وهي خوارزمية ليست ذكية، فماذا إن امتلكت ذكاءً خارقًا؟ سأدع لك التخيل.
الفكرة من كتاب ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر: حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم
في منتصف القرن الفائت حاولنا تقليد الذكاء البشري ومضاهاته وصنع آلات تماثله، والآن، أصبح الذكاء الاصطناعي والآلات الذكية مظهرًا من مظاهر حضارتنا الصناعية، وكل الشركات في وقتنا الحالي تسعى إلى السيطرة على هذا المجال. سيهيمن هذا المجال على مستقبلنا بكل تأكيد، وسيتخطى الذكاءُ الاصطناعي مقدرةَ البشر، وهناك احتمال أن يتحكم في اختياراتنا وقراراتنا، فماذا سنفعل إذا حدث هذا في المستقبل؟
من الممكن أن يكون هذا الحدث هو آخر الأحداث البشرية، ومعه ستُمحى الحضارة التي استمرت لآلاف السنين، لذا يجب أن نخطط حتى لا تحدث السيطرة من قِبل الآلات، ونحتاج في هذا التخطيط إلى الإجابة عن جملة من الأسئلة وهي: ما الذكاء؟ وما المشكلات التي ستنجم عن غرس الذكاء في الآلات؟ وماذا يمكننا أن نفعل لتجنب تلك المشكلات؟
يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة، ويقدم إلينا طريقة جديدة للنظر إلى الذكاء الاصطناعي، حتى تبقى الآلات في خدمة البشرية.
مؤلف كتاب ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر: حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم
ستيوارت راسل : أستاذ علوم الكمبيوتر والهندسة بجامعة كاليفورنيا، عمل في منصب نائب رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات الذي يتبع المنتدى الاقتصادي العالمي، وعمل في الأمم المتحدة مستشارًا للحد من التسلح.
من مؤلفاته:
الذكاء الاصطناعي: مقاربة حديثة.
معلومات عن المترجم:
مصطفى محمد فؤاد: تخرج في جامعة عين شمس في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، وعمل في “دار الفاروق للاستثمارات الثقافية” ووصل فيها إلى منصب نائب رئيس الترجمة، وهو الآن مراجع أول لدى “مؤسسة هنداوي”.
أسامة إسماعيل عبد العليم: تخرج في جامعة الأزهر كلية اللغات والترجمة، وعمل مترجمًا لدى شركة “المسافر” التي تتبع مجموعة “سيرا”، وانتقل بعد ذلك إلى شركة “نجوى”، وعمل مترجمًا فوريًّا مع عديد من الجهات والمنظمات الدولية والمحلية، وهو حاليًّا مترجم أول لدى “مؤسسة هنداوي”.