تطبيقات عملية

يرى الناس أن تحصيل سعر مقابل سلع أو خدمات كانت مجانية في الماضي أمر جائر، ورغم ذلك فإن ما كان يعتقد أنه جائر في الماضي يمكن قبوله واعتباره عادلًا في المستقبل، وذلك راجع إلى التغير المستمر في المعايير الاجتماعية.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فترك المرء بقشيشًا للنادل كان مستهجنًا ومرفوضًا في الماضي، وقد أصبح مقبولًا، فهو يُشعر الشخص بتقدير الذات، كما يوحي ازدياد استحسان البقشيش أن الناس تلقى مقابله مشاعر طيبة، كما يحسن صورتهم الذاتية كونهم لطفاء وكرماء، ومع ذلك لا ينكر أحد أن البقشيش يعدُّ ممارسة طبقية، فوقية، فالمرء لا يعطي بقشيشًا إلا لمن هم أدنى منه في المرتبة، فمن المهين أن تعطي بقشيشًا لمن يتساوى معك في المرتبة أو يفوقك، هذا هو المعيار الاجتماعي، لذلك لا يعطي الزوج زوجته بقشيشًا مقابل إعدادها الغداء.

وتعدُّ الأسعار التمييزية جائرة على المستوى الاجتماعي، حيث يرى المستهلك أنه من الجائر أن يدفع أكثر من الآخرين مقابل نفس المنتج أو الخدمة، لكنه مع ذلك يعتبرها عادلة عندما تكون المعاملة التمييزية في مصلحته، أي عندما يدفع هو أقل من الآخرين، أو تكون مقبولة اجتماعيًّا كأن تكون جاءت وفق التقاليد والعرف، أو تكون متصفة بالإنصاف والتكافؤ والحاجة، أو تكون بناء على الرأي والحيادية والشفافية، فارتفاع أسعار الصفوف الأمامية القريبة من خشبة المسرح تكون عادلة، لأن الشخص يرى ويسمع بشكل أفضل ممن في الصفوف الخلفية؛ كما يُعد السعر الناتج عن “عملية تفاوض” جرت بين البائع والمشتري عادلًا، لأن كلا الطرفين كان له رأي في تحديده، كما أن كلًّا منهما كان لديه خيار الانسحاب.

يُعد السعر العادل مسألة مهمة، لأن قيمة “العدالة” تُعد الجزء العاطفي من صنع القرار الاقتصادي، فمن دون العاطفة لا يمكننا اتخاذ القرارات، إذ ينطوي السعر العادل على أكثر من مجرد كونه سعرًا رخيصًا، إذ يتضمَّن حصولك على قدر ما تدفع، كما ينطوي على أن تكون أمينًا وصادقًا في تعاملاتك، وأن تزرع الثقة في الآخرين.

ولكي نكون متصفين بالعدل، علينا أن نفهم ما الذي يريده العملاء، وما الذي بمقدورهم دفعه، وكيف يمكننا منحهم قيمة ما يدفعون؛ فعدالة السعر تمس الجميع مستهلكين وتجَّارًا؛ ولك أن تسأل نفسك لماذا إذا أعدَّت لك زوجتك وجبة الغداء، فإنك لا تدفع لها مقابل إعدادها الطعام، وإذا كنت في أحد المطاعم، فإنك قد تترك بقشيشًا للنادل على خدمته؟!

سارة ماكسويل Sarah Maxwell خبيرة في مجال التسعير العادل، وتشغل منصب أستاذ مساعد بجامعة فوردهام، وهي المدير المشارك لمركز فوردهام للتسعير، تكتب في عدد كبير من الدوريات، وعملت في مجال تقديم الاستشارات في دول عديدة؛ كالهند والصين والبرازيل.