تطبيقات الاقتصاد السلوكي عالميًّا
تطبيقات الاقتصاد السلوكي عالميًّا
من نماذج تطبيق الاقتصاد السلوكي في قطاع الصحة، ما قامت به (وزارة الدفاع الألمانية)، فقد استخدمت تقنية “الوكز” للتأثير في الخيارات الصحية التي يتخذها موظفو قاعدة كاوفبرن الجوية في بافاريا وقت الغداء، وتمَّت دراسة اختيارات الأطعمة والمشروبات التي قام بها الموظفون العسكريون والمدنيون في القاعدة قبل وبعد التدخل “بالوكز”، وكان الهدف هو تشجيع موظفي القاعدة على اتخاذ خيارات تغذية صحية، وكانت المشكلة المراد التدخُّل فيها بالوكز هي، هل يمكن لمظهر طعامك أن يؤثر في ما تقرِّر أن تأكله؟ كما هل يمكن أن يؤثِّر موقع الطعام وطريقة عرضه في اختياراتك؟ وتم استخدام الوكز بعرض الفاكهة والمياه في مستوى رؤية العين، وعرض الأطعمة الأقل صحَّة كالمشروبات الغازية والكعك في مكان أقل بروزًا، وكانت النتيجة أن موظفي القاعدة اختاروا الفاكهة على الكعك، والماء على المشروبات الغازية.
ومن الأمثلة على تطبيق الاقتصاد السلوكي في قطاع التعليم، ما قامت به (وزارة الأعمال والابتكار والمهارات، وفريق التصوُّرات السلوكية بالمملكة المتحدة)، حيث استخدموا تقنية “الوكز” بغرض تحسين محو أمية الكبار، وتشجيع البالغين الذين لديهم مستويات منخفضة في اللغة الإنجليزية والرياضيات على المثابرة في برامج تعليم الكبار، حيث انخفضت نسبة الحضور إلى 50% خلال العام الدراسي، وتم الوكز من خلال إرسال رسائل نصية تحفيزية، تشجِّعهم على الاستمرار في حضور دورات تعليم الكبار التي التحقوا بها؛ وكانت النتيجة زيادة نسبة الحضور بنسبة 7% وانخفاض نسبة الذين لم يعودوا بعد نهاية إجازة نصف العام بنسبة 36%.
الفكرة من كتاب الاقتصاد السلوكي وتطبيقاته عالميا
في السنوات القليلة الماضية أصبح الاقتصاد السلوكي توجهًا عالميًّا على مستوى الأفراد والمؤسسات، حيث يتم التركيز على البُعد السلوكي للأفراد عند تحديد اختياراتهم، حتى يتسنَّى التدخُّل بطريق غير مباشر لتوجيه السلوك البشري نحو الخيارات الأفضل، ويتم ذلك من خلال التحكُّم في بيئة الاختيار ذاتها عبر مفهوم “هندسة الاختيار”، أي تصميم طرق مختلفة يمكن من خلالها عرض الخيارات الأكثر رشادة على المستهلكين، وتأثير هذا العرض في عملية صنع القرار لدى المستهلك، فإلزام المطاعم بإظهار السعرات الحرارية لكل وجبة معروضة للمشترين يُعدُّ أحد تطبيقات الاقتصاد السلوكي.
مؤلف كتاب الاقتصاد السلوكي وتطبيقاته عالميا
الدكتور أحمد حسن النجار: خبير مالي واقتصادي، عمل مستشارًا لوزير المالية المصري سابقًا، يمتلك خبرة عشرين عامًا في مجال الاستشارات المالية والاقتصادية، وعمليات إعادة الهيكلة المالية، وعمل لفترة مستشارًا اقتصاديًّا لعدة وزراء مالية في مصر، تخصص في قضايا المالية العامة وتمويل الموازنة وتطوير سوق رأس المال الإسلامي، له عدة مشاركات متنوعة في مؤتمرات اقتصادية ومالية ومؤتمرات التمويل الإسلامي حول العالم، وله كثير من البحوث والكتب المنشورة.