تصوُّرات الأطفال
تصوُّرات الأطفال
تكون تصوُّراتنا في الطفولة وفق ما نراه ونتعلمه، وما نعتاده في حياتنا اليومية، والوالدان هما قدوة جنسية لأبنائهما، فما يراه الأبناء من سلوكيات تُظهر الحب كالقبلة على الخد، والتربيت على الكتف وغيره يجعلهم يدركون أن تلك تعبيرات طيبة عن الحب بين الوالدين، وكذلك التقدير والثناء، وما يرونه من مساواة بينهم كذكور وإناث يجعل تصوراتهم سوية ومتزنة، وإذا قالت الطفلة إنها تريد أن تحمَل، أو الصبي أنه يريد الزواج من ابنة خالته، فإن ردود أفعالنا تؤثر تمامًا في تصوُّرهم، فإذا تم نهر الطفل وزجره ينشأ لديه مفهوم مشوَّه ومعيب عن الزواج أو عن الحمل أو غيره.
ومن المهم للغاية وضع حدود لما يشاهده الطفل في التلفاز والإنترنت، فالنشاط الجنسي يظل خاملًا ما بين السادسة والثانية عشرة، لذا فإن التربية ينبغي أن تكون متناسقة مع فطرة الطفل، فلا يُعرَّض لمواد تظهر الميل إلى الجنس الآخر، ونبعدهم عن كل ما يحرك فيهم الميل والشهوة، لذا ينبغي للوالدين مشاهدة المواد الكارتونية قبل أن يشاهدها الطفل، وتجنيبه الأفلام ومشاهد الحب والقبلات، وتأمين الإنترنت باستخدام برامج الفلترة، واستخدام متصفح آمن للأطفال مثل kidrex، وإذا تعرض الطفل لمحتوى لا نرغب فيه رغم ذلك، فعلينا أن نناقش معه ما رآه ونصوِّبه في وقته، مثلًا مشهد غرام بين غير متزوِّجين، فنعلمه أن هذا الفعل حرام في ديننا ولا يصح إلا بين المتزوجين، لأن تلك طريقة التعبير عن مشاعر الحب بين الأزواج فقط، ويجب اختيار بيئة مناسبة توافق القيم التي ترغب في تنشئة الطفل عليها، سواء المدرسة أو النادي، وكذلك الأصدقاء، واقضِ وقتًا خاصًّا مع كل طفل من أطفالك على حدى تتقرَّب فيه إليه وتحادثه.
الفكرة من كتاب العيال كبرت.. التربية الجنسية للأبناء
تصوَّر أنهم يريدون من الآباء أن يتحدثوا مع أبنائهم عن الجنس، إننا في آخر الزمان، صحيح لقد مات الحياء في الناس، كثيرًا ما يكون هذا رد فعل الآباء عندما يحثُّهم المختصون على تثقيف أولادهم وتربيتهم جنسيًّا، وربما هم معذورون لاختلاف زمانهم عن زمن الانفتاح اليوم، ولظنهم أن التربية الجنسية تعني تعليم الأبناء ممارسته، وهذا غير صحيح بالطبع.
إن الثقافة الجنسية هي توعية الطفل حول مفاهيم كالرجولة والأنوثة، وطبيعة الرجل والأنثى وطريقة التعامل بينهما، وضبط تصوراته عن الزواج، وإعطاؤه معلومات علمية وطبية عن جسده وتركيب ووظيفة أعضائه التناسلية، والجانب الأكبر من تلك الثقافة يهدف إلى تكوين فهم وتوجه سليم لدى الطفل عن الجنس، والجانب المعرفي المتعلق بجسده يحميه من التحرش، ومن الانحرافات والمخاطر التي يسبِّبها الجهل، ويكون تأكيد الجانب الأخلاقي والنفسي وليس الجسدي.
مؤلف كتاب العيال كبرت.. التربية الجنسية للأبناء
الدكتورة سلوى أحمد زاهر: كاتبة، مهتمة بقضايا الأمومة ومجالات تربية الأطفال.
ومن مؤلفاتها: ” العيال كبرت.. التربية الجنسية للأبناء”.