تصوير الفيلة
تصوير الفيلة
عبر التاريخ احتل الفيل مكانة واسعة الانتشار في العصر القديم والحديث بأشكال مختلفة في الأدب والفنون المتنوعة، إذ بدأ ظهور الفيل في الفن الصخري بداية من رسم الماموث، كما ذكر في الكهوف في أوروبا وأفريقيا وآسيا، وتوضح هذه الرسوم أن الفيل لم يكن مجرد مادة غذائية في حياة الإنسان فقط، بل استطاع أن يتسلَّل ويأخذ أهم دور وهو الدور الديني المقدس في حياتهم.
إن أكثر المناطق في العالم التي استطاعت أن تمزج بين الثقافة الحيوانية والدينية هي آسيا، ويظهر هذا من خلال الفن الذي قدمته في القرون الماضية، وارتكاز الديانة الهندوسية والبوذية على أساطير، من أشهرها قصة ارتباط غانيش بالعبادة والفيل.
لم يبتعد إطلاقًا دور الفيل عن السياسة والسلطة، فكان اختيار الفيل رمزًا للسلطة الملكية والطبقة العليا أمرًا طبيعيًّا، دلالة على قوة هذه الطبقة، كما لم يخلُ معبد أو قصر من الفيل رمزًا دينيًّا وسياسيًّا مقدسًا، من أمثلة هذه القصور قصر ووديار في مايسور، وقصر مهارانا، ومعبد كايلاسانثا.
لم يتوقف دور الفيل عند الفن من خلال النحت والرسم على الجدران، بل كان للأدب المكتوب نصيب كبير قديمًا خصوصًا في الهند، والروايات والقصص والحكايات الشعبية والأمثال أو الأقوال المأثورة والقصائد، عبرت كلها الثقافة الأفريقية، ومن أشهر هذه الأمثال في زيمبابوي: “لا يسعل بلغمًا فيلٌ له أولاد”، و”لا تثقل الفيل أنيابه”، وهناك أمثلة كثيرة في ثقافات مختلفة، كما وُجِد نوع آخر من الأدب هو أدب الصيد للأوروبيين الذين يصطادون العاج، وكان هذا جرمًا أدى إلى هلاك كبير للفيلة، كما وجدت صناعة أدبية أخرى متعلقة بالذكريات، يكتبها من عشق وتعلق بهذا الحيوان، مثل “سينثيا موس، والإخوة دوغلاس هاملتون” وغيرهم الكثير، وأكثر مجال وجد فيه حيوان الفيل هو أدب الأطفال، خصوصًا في السينما مثل: “دمبو ديزني وهورتن وبابار” أشهر شخصيات كرتونية.
الفكرة من كتاب الفيل – التاريخ الطبيعي والثقافي
كثير من البشر يقعون في حب الفِيَلَة من النظرة الأولى، فلديها في عيونها حزنًا ساحرًا، يجذبك بتعاطف شديد نحوها، ومن ثم تنشأ العلاقة بينكما، والانطباع الأول عنها أنها حيوانات لطيفة ودودة، تفتنك بهدوئها رغم ضخامة أحجامها.
كم منا يحمل هذه الصورة الظاهرية عن الفيل، ويشعر أنه أكثر الحيوانات لطفًا وسلمًا على وجه الأرض، ولكن هل هذه هي الصورة الصحيحة فعلًا؟ أم أنه يملك الكثير من العنف بداخله؟ هل الأسد ملك الغابة الحقيقي؟ أم من الممكن أن يكون الفيل؟
كل هذه الأسئلة يوضحها الكاتب، ويبين حقائق عديدة لا يعلمها كثير من البشر، ومن الممكن أن تغير مشاعر الحب لهم إلى مشاعر خوفٍ وحذر.
مؤلف كتاب الفيل – التاريخ الطبيعي والثقافي
دان وايلي Dan Wylie: ولد في بولاوايو، زيمبابوي في 22 من مايو عام 1959، يعمل محاضرًا في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة رودس في جراهامستاون، وله عدد كبير من الكتب والمؤلفات، من أبرزها:
Crocodile.
Dead Leaves: Two Years in the Rhodesian War.
Myth of Iron: Shaka in History.
معلومات عن المترجم:
جولان حاجي: ولد في سوريا، مدينة عامودا الحسكة في 26 نوفمبر 1977، ويعمل طبيبًا وشاعرًا ومترجمًا، صدر له أكثر من ديوان شعر مثل “ميزان الأذى”، و”ثمة من يراك وحشًا”، كما أن له العديد من الترجمات، منها كتاب “المرفأ المظلم”.