تصحيح مفاهيم بعض العلاقات
تصحيح مفاهيم بعض العلاقات
نبدأ في علاقة من العلاقات الأكثر جدلًا في علم النفس، وهي علاقة الإنسان بوالديه، ومن المعلوم أن الدين والعرف والطبيعة وكل شيء يأمر ببر الوالدين، وألا شيء يُضاهي فضل الوالدين على الأبناء، ولكن قد يكون أحد الأبوين أو كلاهما لديه اضطراب نفسي، أو يمارس دوره بشكل خاطئ فيُسبِّب تشوُّهًا نفسيًّا للأطفال، وإن أبدى الابن أي اعتراض على هذه الأفعال يرفع في وجهه شعار عقوبة عقوق الوالدين، فيضطر إلى العيش في ثوب لا يناسبه حتى يرضي والديه، ولكن هذا ليس المفهوم الصحيح عن بر الوالدين لأن بر الوالدين هو الطاعة والإحسان لهم، ولكن دون السماح لأي شخص أن يشوِّهك نفسيًّا أو جسديًّا.
لهذا لا تقدِم على خطوة الزواج أو الإنجاب، وأنت لست مستعدًّا نفسيًّا، ولا تعرف كيف تدير تلك العلاقة التي ستبدأها بشكل ناجح، أو حتى لو كان لديك بعض المفاهيم الخاطئة، مثل تلك الفتاة التي تقبل على الزواج فقط من أجل السن، أو رغبتها في الحرية من بيت أهلها، فحين تكون هذه الأسباب هي الدوافع نجني علاقات غير ناجحة واختيارات سيئة، لذلك فقرار الزواج أو الإنجاب يحتاج إلى وعي بشكل كبير ومراجعة للنفس ودقَّة في الاختيار.
ومن المهم معرفة أن العلاقات الإنسانية لها أشكال مختلفة، فهناك علاقة تجد فيها أحد الطرفين أنانيًّا لا يبالي بشيء سوى حقوقه ومتطلَّباته ويعدم وجود الطرف الآخر، وهذا مرض نفسي يبني علاقات فاشلة، وقد تجد علاقة أخرى لا أحد فيها يعطي الآخر مساحة لحريته الشخصية، ويقتحم كلٌّ منهما حدود الآخر، ويحدث فيها شيء من التعلُّق المرضي.
أما العلاقة القائمة على الاستقرار والسلام النفسي والعلاقات الناضجة المبنية على الحب غير المشروط واحترام المساحة الشخصية للطرفين، فتعدُّ أفضل أنواع العلاقات، وفيها يكون للآخر صورة ثابتة بداخلك.
الفكرة من كتاب لأ بطعم الفلامينكو
نعيش في حياة مليئة بالصخب والمشتِّتات حتى أصبحنا ننساق وراء التيار، ونسينا أن نسأل أنفسنا: هل هذا الطريق يناسبنا حقًّا أم لا؟ عذرًا؛ كيف نسأل أنفسنا ونحن لم نعد نسمع صوتها من صخب مواقع التواصل الاجتماعي والضغوط التي تمارسها علينا والنصوص التي لطالما كنا مقيَّدين بها.
فتحرير النفس ليس بالشيء السهل، فللنفس ألغاز وألاعيب تمارسها أحيانًا على صاحبها، ومعًا في هذا الكتاب ستتعلَّم كيفية فكِّ شفرة النفس وفهم احتياجاتها، والتعامل مع الآخر دون التأثير بالسلب فيه أو فيك، وكيف تحافظ على نقائك من شوائب الماضي والمجتمع، وأيضًا يعلمنا الكاتب أن نقول “لا ” بقوة، لنحمي أنفسنا ولا نخسر الآخرين.
مؤلف كتاب لأ بطعم الفلامينكو
محمد طه: طبيب نفسي مصري، وكاتب مشهور حاصل على الماجستير والدكتوراه في الطب النفسي، وحاصل على الزمالة في الطب النفسي من الكلية الملكية البريطانية، وله العديد من المؤلفات منها: “الخروج عن النص”، و”علاقات خطرة”، و”ذكر شرقي منقرض” .