تصحيح المفاهيم
تصحيح المفاهيم
يختلط على الكثيرين فهم التسوية في التكليف بين الذكر والأنثى، نعم هما في التكاليف الشرعية سواء إلا فيما خصَّ الشارع به أحدهما على الآخر، فخصَّ المرأة بأحكام الحجاب والعدَّة ونحوها، وخصَّ الرجل بالقوامة والجهاد ونحو ذلك، ومن هذا الفَهم الخطأ نتج الإفراط والغلو في تقدير المرأة، ونتج أيضًا التفريط في مراعاتها وإعطائها حقوقها، بل ونتج عن ذلك تشوُّه لصورة المرأة نفسها أمام نفسها، متأثِّرة بشوائب مضافة إلى الصورة الأصلية ليست من جنس الشرع ولا من أصل الفطرة.
ويقع كثير من النساء في اضطراب وحيرة حين تتضارب أحلامها مع الواقع المعايش، فمثلًا تريد إحداهن أن تصبح داعية وزادها من العلم القليل ومن العمل أقل، ثم هي وإن صارحت نفسها وجاهدت في ضبط نيتها تبيَّن لها أن رغبتها تلك نابعة من طلب لمدح وثناء وتطلُّع إلى مكانة في المجتمع الدعوي أو غيره، ألم تعلم أنه لا صحة للعمل بغير إخلاص وموافقة للسنة! والإخلاص تسبقه نية صادقة تطلب الإخلاص ابتداءً، فالعمل بغير نية عناء والنية بغير إخلاص رياء والإخلاص من غير تحقيق هباء.
ويتوقَّع الكثيرون أنه وحتى يكون العمل فاضلًا مقبولًا نافعًا لا بدَّ أن يكون شاقًّا متعبًا، وهذا ليس صحيحًا على إطلاقه، فكثيرًا ما يكثر الثواب على قدر المشقة والتعب، لا لأن التعب والمشقة مقصودان من العمل ولكن لأن العمل يستلزم المشقة والتعب، ولقد جعل الله سبحانه هذا الدين الخَاتم دينًا سهلًا ميسرًا لم يُكلِّف فيه العباد ما لا يطيقون وليس عليهم فيه من حرج، فلا تكلِّف المرأة نفسها ما لا تطيقه ظنًّا منها أنها بذلك تتقرَّب من الله سبحانه، وهي بذلك تشقُّ على نفسها فيما لم يُفرض عليها أو تكلَّف به، وفي الحديث: “إنَّ هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق”.
الفكرة من كتاب أولويات المرأة المسلمة
“المسلمة الصالحة امرأة مباركة تعمل بهدي هذا الدين وتجاهد نفسها حتى يسلس قيادها وتزكيها لتستقيم لأمر الله، إذ تؤثر محاب الله في محابها، فتحبُّ في الله وتبغض في الله وترضى بما قسمه الله، وهذا منطلق عقدي يتمايز فيه الناس”.
هذا الكتاب يجيب عن الكثير مما يشغل المرأة بعامة، والمقبلة على الزواج وتكوين الأسرة بخاصة، فهو بمنزلة البوصلة والأساس الذي يمكنها أن تنطلق منه إلى ما بعد ذلك، فيرسم لها المعالم ويحدُّ لها الحدود والأُطر العامة ويدع لها مساحة من الإبداع واللمسات الأنثوية.
مؤلف كتاب أولويات المرأة المسلمة
خولة عبد القادر يوسف درويش: مربية وأديبة، قضت عمرها في التأليف للبيت المسلم والأسرة المسلمة، وألَّفت العديد من الكتب والمقالات.
ومن مؤلفاتها:
السلوك المثالي للطفل المسلم.
ضوابط الإنفاق في البيت المسلم.
الزيارة بين النساء على ضوء الكتاب والسنة.