تشويه فطرة المرأة
تشويه فطرة المرأة
كثير من الفلسفات أحدثت انحرافًا في فكر كثير من النساء ووضعت البقية في تشويش في مواجهة المجتمع الحديث، منها فلسفة الأديبة الفرنسية “سيمون دو بوفوار” حين قالت: “إن المرأة لا تُخلق امرأة، بل تصبح امرأة، فليس هناك مصير بيولوجي أو نفسي أو اقتصادي يحدِّد الدور الذي تؤدِّيه أنثى البشر في المجتمع، إذ إن المدنية ككُل هي المسؤولة عن إنتاج هذا الكائن الذي يوصف على أنه أنثوي”، هذه الكلمات تضع أي أنثى في تناقض تام، في حين أن كتاب الله وسنة نبيه أوضحا فطرة المرأة وأحكامها الشرعية ودورها.
لكن وُجِد مؤخرًا انحياز ضد الفطرة السويَّة التي خُلِقت عليها المرأة بعدة شعارات مثل لا للزواج ونعم للعلاقات الشاذة أو العلاقات غير الشرعية وغيرها، فقد رفضت أيضًا سيمون الزواج من حبيبها جان بول سارتر، معتقدة أن علاقتهما أقوى من ورقة زواج، ورفضت أيضًا أن تصير المرأة أمًّا حتى لا تكون حارسًا لفطرة وجدت منها، لكن كان للإحصائيات العالمية رأي آخر يناقض هذه الفطر المشوَّهة، فقد زاد معدل الطلاق جدًّا وقلَّ معدل الزيجات، واتجهت الكثير من النساء إلى الإجهاض أو المعاشرة دون زواج فنتج عنه أنساب غير محدَّدة، وتفكَّكت الأسر وزادت أعمار الراغبين في الزواج حتى إلى ما بعد الثلاثين، وعلى الرغم من كل ذلك زاد معدل الاغتصابات والتحرُّش الجنسي.
نتاج كل ذلك أصبحت المرأة أداة فقط للمتعة مما أدى إلى انحدار في اتجاه الشهوات ودمار الحياة الأسرية، كما زاد عدد الأمراض مثل الإيدز بسبب كثرة العلاقات غير الشرعية وانتشار الشذوذ الجنسي وتوافر وسائل منع الحمل، فنقص عدد الأسر المنجبة وزاد عدد النساء العاملات خارج البيت، لكن لو عادت المرأة إلى الإسلام ستجد اتزانًا نفسيًّا وجسديًّا وفكريًّا كبيرًا مُحقَّقًا باتباعه، لذا فإن هناك كثيرًا من نساء الغرب كنَّ يجدن في الحياة الإسلامية نجاةً لهن، ففي مؤتمر النساء الألماني طالبت فيه نساء ألمانيا بالتمتُّع بحقوق المرأة المسلمة في الاحتفاظ باسم والدها بعد الزواج والاستقرار والعطاء، بل إن هناك غربيات اتجهن إلى اعتناق الإسلام بسبب ذلك.
الفكرة من كتاب المرأة والأسرة المسلمة من منظور غربي
جاء الإسلام وكرم المرأة وذكر حقوقها وواجباتها مفصَّلة، ولم يسبق ذكر ذلك بهذا الشكل المُفصَّل في أي كتاب سماوي ليُخرجها من ظُلم الاستعباد والوأد والاحتقار ورفعتها من إحاطتها بمنظور جسدي فقط لمنظور أكثر تقديرًا وإنساني عظيم مُحررًا إياها من قيود الذل والظُّلم، لكن في العقود الأخيرة ركَّزت الأفكار الغربية على تحرير المرأة من حقوقها والتحقير من شأنها في بيتها وانتقاد البيوت المسلمة، لتأخذ إطارًا من منظورهم الغربي متحرِّرًا وما هو إلا متفكِّك من القيود الشرعية الإنسانية.
في هذا الكتاب يناقش الدكتور عماد الدين خليل افتراءات بعض الغربيين بشأن اضطهاد المرأة في المجتمع الإسلامي، والأثر الغربي في سلخ المرأة المسلمة عن تعليم دينها، والازدواجية التي يتعامل بها الغرب مع مسألة الحريات، وكيف أن الغرب -مدعي الديمقراطية- هاجم بشدة حجاب المرأة المسلمة في الغرب، ويتطرق الكاتب بعد ذلك إلى مكانة المرأة في الإسلام بوصفها كائنًا متفردًا في صفاته وامتيازاته، مدللا بشهادات غربية لمسلمين ومستشرقين.
مؤلف كتاب المرأة والأسرة المسلمة من منظور غربي
عماد الدين خليل عمر: مؤرخ ومفكر عراقي، حصل على إجازة الآداب، من جامعة بغداد، ثم على الماجستير في التاريخ الإسلامي، ودرجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي.
أبرز مؤلفاته: “التاريخ ومناهجه وفلسفته”، و”ملامح الانقلاب الإسلامي في خلافة عمر بن عبد العزيز التفسير الإسلامي للتاريخ”، و”في التاريخ الإسلامي: فصول في المنهج والتحليل المكتب الإسلامي”.